أربع منظمات على الأقل: تحملت حماس، فتح، الجبهة الشعبية، وداعش أيضا، مسؤولية تنفيذ العملية التي قتل فيها ثلاثة شبان شرطية إسرائيلية، تدعى هداس مالكا، عمرها شبيه بعمرهم تقريبا.
وفق جهات استخباراتية إسرائيليّة، يدور الحديث عن خلية إرهابية محلية، خططت للعملية وحدها، دون أن تتلقى توجيها من منظمة أيا كانت. إن محاولات المنظمات الفلسطينية نسب أعمال الشبان غير المعنيين بشكل واضح بالانضمام إليها، تشير إلى طابع الانتفاضة الثالثة.
تحافظ هذه الانتفاضة منذ نحو عامين منذ أن بدأت “انتفاضة الأفراد” على طابعها الأصلي: انتفاضة جيل “الألفية” للقرن الحادي والعشرين، الخاصة بالفيس بوك والتلغرام. أصبحت التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس وفتح لاعبا ثانويا. بالمقابل، أصبح توجه الشبان مختلفا، فهم لا يعربون عن يأسهم أثناء المظاهرات الحاشدة، ليس أمام القوى الإسرائيلية ولا أمام المقاطعة، بل عبر منشورات في الفيس بوك أو أنهم يتناولون سكينا من المطبخ أو يحضرون بندقية “كارلو” مرتجلة ويتوجهون لقتل الإسرائيليين.
تعتقد إسرائيل أن هذا الجيل هو جيل ترعرع على الكراهية والعنف. بينما يقول آخرون إن هذه الظاهرة تتميز بعامل “العدوى”: ينفذ شاب عملية فيقلده سلسلة من الشبان. يمكن ملاحظة التطرف الوطني في صفحات الفيس بوك الخاصة بتلك الشبان. أيا كان السبب، هناك سبب للقلق لدى زعماء المنظمات. لم يعد الشباب منضويين إليهم. في بعض الأحيان توافق العائلات في وقت لاحق على تحمل المنظمة المسؤولية ويعود هذا إلى أسباب متعلقة بالدفع. ولكن في الحقيقة فقد تضررت البنية التحتيّة الخاصة بحماس بشكل صعب بسبب نشاط الاستخبارات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وأصبحت فتح تعاني من نقص الشعبية أيضًا، وباتت الجبهات في الخلف من ناحية سياسية، أما بالنسبة لداعش – لا يمكن أن نتجاهل أن هناك القليل من الشبان الفلسطينيين الذين نال التنظيم إعجابهم، ولكن هذه الظاهرة ليست واسعة الانتشار.
يعمل الشبان الفلسطينيون، إذا كان الأمر كذلك، وحدهم دون أن تكون لديهم استراتيجية، ودون أن يكونوا منضويين تحت أية منظمة، ودون أن يكون لديهم جمهور يؤيد أعمالهم باتخاذ خطوة سياسية. من جهة إسرائيل، رغم أن هناك حساسية في الرأي العام الإسرائيلي حول فقدان الحياة، فإن هذه العمليات عديمة الاهتمام. ما هو الهدف؟ ليس واضحا.