تُقفَل اليوم بشكل رسمي لائحة المرشحين لرئاسة حزب العمل. وبعد أن أعلنت أمس شيلي يحيموفتش أنها ستترشح للاستمرار في قيادة الحزب، أعلن اليوم عضو الكنيست يتسحاق (بوجي) هرتسوغ أنه سينافسها. ففي مؤتمر صحفي دعا إليه صباح اليوم (الإثنين) للإعلان عن ترشّحه لرئاسة الحزب، وقف إلى جانب هرتسوغ عضوا الكنيست إيتان كابل وارئيل مرغليت – اثنان من أبرز مسؤولي الحزب يمتلكان طموحًا هما أيضًا، لكنهما قرّرا في النهاية عدم الترشّح للانتخابات.
“جئتُ إلى هنا للإعلان عن ترشحي لمنصب رئيس حزب العمل. سأكون في 21 تشرين الثاني رئيس الحزب”، هكذا افتتح هرتسوغ أقواله، شاكرًا النائبَين كابل ومرجليت على إعلان دعمهما له. “قرّرنا توحيد القوى لأننا أدركنا أنّ حزب العمل بحاجة إلى قيادة جديدة”.
“لا تشكّل شيلي بديلًا عن حكومة نتنياهو – لبيد – بينيت”، شدّد هرتسوغ. “حزب العمل ليس حزبًا هامشيًّا. إنه حزب عليه أن يقود الدولة، وهو يستطيع فعل ذلك من جديد. برفقة زملائي، سوف ننجح. لا أنوي الترشح لمنصب زعيم المعارضة، بل لقيادة الدولة”.
وقال النائب كابل، أحد العريقين في الحزب، في المؤتمر الصحفي: “في هذه المرحلة، قرّرنا توحيد قوانا إلى جانب هرتسوغ. توصلتُ إلى الاستنتاج أنه مع شيلي لدينا سقف زجاجي لن ننجح في تخطيه. تحوّل حزب العمل إلى حزب مقفل، يشكّل 15 مقعدًا إنجازًا بالنسبة له”.
وتوجّه كابل إلى هرتسوغ قائلًا: “يمكننا معًا – أنت، أنا، وأريئيل – أن نعيد الحزب إلى حيثُ كان سابقًا. لدينا إحدى أفضل الكتل في الكنيست، وإذا عرفت كيف تقودنا معًا مثل قبضة يد، فسنحقّق كل المهامّ التي نضعها نصب أعيننا”.
وقال النائب ارئيل مرغليت، الذي انضم إلى الحزب مؤخرًا، وأعلن من اللحظة الأولى أنه ينوي الترشّح لرئاسة الحزب مستقبلًا: “ابتعد حزب العمل عن جمهور كبير من الأشخاص الذين كانوا يعتبرونه بيتهم. تخلى الحزب عن الشعار السياسي ليقود خطًّا واضحًا يشكّل بديلًا حقًّا. على حزب العمل أن يوفّر البديل. يُحسَب لشيلي نقلها الغضب من الوضع الاقتصادي إلى مركز البحث، لكنّ البديل لا يُبنى على الغضب. ما حدث تحت قيادة يحيموفتش كان الانقسام. يعرف هرتسوغ أن يلعب لعبًا جماعيًّا”.
وكان النقد الأساسي الموجّه إلى يحيموفتش وطريقتها في قيادة الحزب أنها أخفت وأهملت الخط السياسي، الذي طالما تميّز به الحزب. فقد امتنعت يحيموفتش، التي رفعت الراية الاجتماعية خلال الانتخابات لرئاسة الحكومة، عن الحديث في الشأن السياسي، ما أدّى، وفقًا لكثيرين، إلى إخفاق الحزب في الانتخابات.
يختلف هرتسوغ، كابل، ومرغليت كثيرًا في صورتهم الجماهيرية. فكابل ذو خبرة سياسيّة كبيرة، ويتمتّع بدعم واسع في الحزب، لكنه لم يصل حاليًّا إلى مرحلة يُعتبَر فيها مرشَّحًا لرئاسة الحزب. أما أريئيل مرجليت فهو مبتدئ سياسيًّا، لكنه يتمتّع بصورة كاريزمية حققّها خلال سنوات من النجاح في عالم التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل. وقد توصّل كلاهما إلى الاستنتاج أنّ حظوظهما في التغلّب على يحيموفتش منخفضة، لذلك يجدر بهما دعم هرتسوغ. وكتب مرجليت في صفحته على الفيس بوك: “يقولون إنّ الأمر الأكثر صعوبة بالنسبة للعامل في الحقل العامّ هو التضحية بالأنا من أجل المجموعة، من أجل هدف تزيد أهميته عن الطموحات الشخصية”.
بالتباين، فإنّ هرتسوغ ذو شخصية شاحبة، لكنّه يحظى بتقدير واسع في الحزب وخارجه. فهو ابن رئيس سابق، حفيد حاخام رئيسي، ابن شقيقة زوجة أبا إيبان، أحد أعرق الدبلوماسيين الإسرائيليين. ودخل هرتسوغ الحقل السياسي عام 1999 سكرتيرًا لحكومة إيهود باراك، قبل أن يُنتخَب لعضوية الكنيست للمرة الأولى عام 2003، حيث يتواجد مذّاك في صدارة حزب العمل. وبين المناصب التي شغلها: وزير البناء والإسكان، وزير الرفاه والشؤون الاجتماعية، ووزير السياحة.
وفي الأشهر المتبقية حتى الانتخابات، سيخصّص المرشحان وقتهما للحصول على أوسع دعم ممكن بين أعضاء الحزب وأعضاء الكنيست. ويُتوقع أن يعلن أعضاء الكنيست المختلفون قريبًا عن أيٍّ من المرشحَين يدعمان. ويبدو أنه سيدعم هرتسوغ فؤاد بن إليعيزر، الذي حظي بجمهور واسع من المناصرين في الحزب على مرّ السنين.
وهنّات رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفتش عضوَ الكنيست يتسحاق هرتسوغ على تقديم ترشّحه لرئاسة الحزب، وقالت إنه مرشّح كفؤ. “إنّ التنافس الديموقراطي الداخلي على رئاسة حزب أصبح حدثًا نادرًا في المشهد السياسي الذي يتصدره حكام استبداديون، لكنه مُتنفَّس الديموقراطية الحديثة. نحن نفخر بذلك، وسنجري انتخابات نزيهة وعادلة”.