وقف يوم أمس زعماء مسلمون ويهود في فرنسا، جنبا إلى جنب، بجانب قاعة عرض الحفلات الموسيقية Bataclan، تعبيرا عن احترامهم لهؤلئك الذين لقوا مصرعهم في الهجمات بباريس منذ يوم الجمعة مساء، وعددهم حتى الآن 132 وكذلك مئات الجرحى الآخرين.
انضم أئمة وممثلون عن الجالية اليهودية والإسلامية إلى مئات الأشخاص في ذكرى تلقائية، بعد يومين من تنفيذ العمليات في العاصمة الفرنسية، والتي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها. وُضعت عشرات الشموع، وباقات الورود على عتبة القاعة المهجورة.
أوضح ممثلو الجالية اليهودية والإسلامية في المدينة أن هذه الخطوات تهدف إلى مواساة، قدر الإمكان، المؤمنين وأبناء عائلات الضحايا، وهي خطوة أخرى لدفع الحوار الثقافي والتسامحي في باريس قدما.
قلق لدى مواطني فرنسا المسلمين منذ اليوم الذي تلى الهجمة الإرهابية الدموية: في حين يدعي جزء منهم أن المسلمين هم أول من سيتضرر من الإرهاب ويصر على أنهم “يخافون الله فقط”، هناك من يعتقد “أنه من المجدي أن تُغلق فرنسا بواباتها أمام اللاجئين”.
كما وجرت في الكنيس الكبير في باريس، مساء أمس صلاة لذكرى القتلى في الهجمة الإرهابية، ومن بينهم أبناء الجالية اليهودية في العاصمة الفرنسية. جرت الصلاة في الكنيس تحت حماية مشددة من قبل الشرطة المحلية، خوفا من أن يصبح المكان هدفا آخر للإرهابيين.
إضافة إلى صلاة الذكرى الخاصة بالجالية اليهودية، أقيمت في أنحاء باريس مراسم ذكرى أخرى: عقُد في ساحة كاتدرائية نوتردام قداس بمشاركة مئات آلاف المواطنين من المدينة، وتخللته دقات أجراس الكاتدرائية القديمة لذكرى الضحايا.