على خلفية الحرب الضروس التي تدور رحاها في قطاع غزة، تتواصل التجاذبات بين الإسرائيليين الداعمين لمتابعة الحرب وبين هؤلاء اللذين يطالبون بوقف النار فورًا والتوقف عن أي قتل من كلا الطرفين. وقد اجتمع أمس آلاف المُتظاهِرين في ميدان رابين وسط تل أبيب ودعوا إلى وقف الحرب حالًا. وكان عنوان الحدث هو “لا نريد قتلى آخرين”.
وقد ألقى عضو الكنيست الإسرائيلي دوف حانين الذي شارك في المظاهرة أمس خطابًا وسأل: “هل أوصلتنا نقطة دم واحدة في هذه الجولة الأخيرة، إلى مكان أفضل؟ فهناك طريقة أخرى، وثمة جمهور في إسرائيل يطالب بها”.
وقد جرت المظاهرة تحت حراسة شديدة من قبل شرطة إسرائيل التي فصلت بين المتظاهرين ضد الحرب وبين المتظاهرين الذين دعوا إلى استمرار القتال وتصعيده في غزة. وفي الوقت الذي أضاء متظاهرو اليسار فيه شموعًا لذكرى القتلى من الطرفين وهتفوا بشعارات مثل “يرفض العرب واليهود أن يكونوا أعداء” و “كسر دائرة الرعب”، هتف متظاهرو اليمين بهتافات فظة مثل “يساريون خونة” وشتموا عضو الكنيست حنين الزعبي.
وقام عشرات من متظاهري اليمين بسد شارع ابن غفيرول وحاولوا خرق النظام العام. وقد تم اعتقال أربعة منهم حيث اشتُبه بهم بالتصرف بعنف، وأتاحت الشرطة فتح المحور من جديد. “يجب السماح لمواطني الدولة بممارسة حقهم في التعبير عن احتجاجهم، ولكن الشرطة لن تسمح بأن تتحوّل أحداث الاحتجاجات الشرعية إلى أحداث تخل بالقانون”، هذا ما قالوه في الشرطة بعد أن حاول بعض نشطاء اليمين بالدخول إلى منطقة تم تحديدها لمظاهرة اليسار.
بعد ساعات معدودة قبل إجراء المظاهرة، حاولت الشرطة إلغائها بادعاء أنه لن يكون بالإمكان حراسة المُتظاهرين. قبل نصف ساعة فقط من بدء المظاهرة، صادقت الشرطة للمنظمين على إجراء المظاهرة كما كان مخططًا. وقد أعرب منظمو المظاهرة عن الانزعاج من سلوك الشرطة في هذا السياق.
ويستغربون في إسرائيل الآن، هل هذا وقت ملائم للمظاهرة أثناء الحرب ويتساءلون إن كان هذا وقتًا مقبولا وملائمًا؟ يدّعي النائب شمعون أوحايون من كتلة إسرائيل بيتنا أن المشترِكين في المظاهرة يتعاطفون مع أعداء إسرائيل.