أقيم في ميدان رابين في تل أبيب، في المكان الذي أُطلقتْ فيه قبل 19 عاما الرصاصات التي اخترقت جسد إسحاق رابين، رئيس الحكومة الراحل، التجمّع السنوي لذكراه.
أرسل المتحدّث الرئيسي في الحفل، رئيس الدولة السابق شمعون بيريس، رسالة إلى رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو ودعا إلى إيجاد حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. “لن يكون أمن دائم لإسرائيل دون سلام، ولا اقتصاد مستقرّ ومزدهر”، هكذا قال بيريس أمام الآلاف الذين جاؤوا الى الميدان.
“لدينا من أولئك الذين حوّلوا كلمة “سلام” إلى كلمة سيئة. وهناك من بالنسبة لهم عبارة “مؤيد للسلام” هي اسم للأشخاص الواهمين، الساذجين، غير الوطنيين. مقابل جميع هؤلاء، أقول هنا وبصوت عالٍ: اليائس من السلام واهم! من خضع وتوقف عن البحث عن السلام هو الساذج، وهو الذي ليس وطنيا!”، صاح بيريس.
وهاجم يوفال رابين، نجل رئيس الحكومة الراحل، الحكومة الإسرائيلية على غياب الرؤية وتجاهلها لمبادرة السلام العربية قائلا: “بدلا من الجرأة والمبادرة السياسية، نُضطرّ مجدّدا إلى سماع التهديد الإيراني القريب وعن داعش، حماس وحزب الله الذين يهدّدون بتدميرنا. منذ متى ودولة إسرائيل، التي تملك أحد أفضل الجيوش في العالم، تخاف على وجودها”؟
وتوجه رابين الابن إلى رئيس الحكومة قائلا: “ليس لديّ قوة لأصمت ولذلك جئت لأقول لرئيس الحكومة: سيّدي، الترهيب ليس سياسة، التقاعس عن العمل ليس جدول أعمال. سيّدي رئيس الحكومة، حتى لو لم أختارك فأنا أحترم قرار الناخبين الذي جعلك قائدا لنا جميعا ولذلك فمن حقّنا أن نطلب منك؛ ابدأ بإحداث التغيير، هذا هو الدور الذي تلقّيته وهذه هي المسؤولية الملقاة على كتفيك. سيتحقّق الأمن الحقيقي فقط في حالة سلام”.
وقد حضر التجمّع الذي أطلقه عدد من منظمات اليسار الإسرائيلية وفقا لتقديرات الشرطة نحو 10000 مشارك، ولوّح الجمهور بلافتات كُتب عليها “بيبي رائد الحرب القادمة”، “الاتفاق، أنت مفقود”، “نعم للديمقراطية، لا للتحريض”، و”حين لا يكون هناك سلام تأتي الحرب”.
وسيُعقد في يوم السبت القادم في ميدان رابين تجمّع آخر لذكرى رئيس الحكومة الراحل، بقيادة حركات شبابية واتحادات الطلبة. وسيركّز ذلك التجمّع على تداعيات عمليات القتل على الديمقراطية الإسرائيلية، وسيستضيف رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين.