حبست، دولة كاملة، أنفاسها طوال أسبوعين ونصف على أمل أن يعود الشبان الثلاثة إلى بيوتهم. ولكن انتهى الانتظار البارحة بحزن كبير، مع العثور على جثث الشبان الثلاثة.
اتضح البارحة أيضًا أنه طوال هذه الفترة، لم يكن الشبان الثلاثة على قيد الحياة. وتشير التقديرات بأن نية الخاطفين الأساسية كانت ترك واحد أو اثنين من الشبان على قيد الحياة والمساومة عليهما، إلا أن عملية الاختطاف تعقدت.
أوقف الشبان الثلاثة في الساعة 22:15 سيارة مارة من نوع هيونداي في منطقة غوش عتسيون واتجهوا غربًا. وأدرك أحد الشبان بعد بضع دقائق بأنه تم اختطافهم، واتصل بالشرطة الإسرائيلية. إذ همس الفتى، خلال المكالمة التي استمرت دقيقتين و 9 ثوانٍ، وقال “اختطفوني”.
لفت عامل قسم الشرطة انتباه المسؤولين عنه إلى ذلك. فقاموا بالاتصال برقم الهاتف 8 مرات، إلا أنه لم يكن هناك أي رد. كانت تلك الوردية في الشرطة مثقلة جدًا مما أدى إلى أن يستنتج المسؤولين بأن تلك ليست إلا مضايقة.
لم تتحرك الشرطة بعد ورود تلك المكالمة، إلا أنه يبدو أن الخاطفَين خشيا أن تفسد تلك المكالمة خطتهما، وأطلقا الرصاص من مسدسيهما باتجاه المقعد الخلفي، حيث كان يجلس الفتيان، ويبدو أنهم قتلوا واحدًا من الشبان الثلاثة على الأقل.
غيَر الخاطفان، بعد ذلك مباشرة، اتجاه سيرهما، واتجها جنوبًا إلى دورا، الواقعة غرب الخليل، حيث كانت تنتظرهما سيارة للفرار. أخذ الخاطفان الشبان معهما في سيارة الفرار وأحرقا سيارة الهيونداي. بعد ساعات، يبدو فيها أن الخاطفَين أنهيا مهمة قتل الشبان الثلاثة، وعندها اتجها إلى منطقة مفتوحة غربي بلدة حلحول، وهناك دفنا الشبان بسرعة.
أشارت تقديرات لمسؤولين في المخابرات إلى أن الشبان ماتوا وجثثهم موجودة في المكان الذين وُجدت فيه أخيرًا. أرسل الجيش الإسرائيلي عشرات الخلايا إلى هذه المنطقة، وكل واحدة منها بحثت في مكان محدود جدًا. رصد جنود البارحة شجيرة لا تلائم المنظر الطبيعي الذي كانت فيه. أزاحوها، وفجأة رأوا جثة أحد الشبان، وتحتها تراب محفور. تحت ذلك التراب، على عمق منخفض جدًا، وجدوا الجثتين الأخريين، وبهذا وصلت هذه القضية المأساوية إلى نهايتها.