إنّ التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد ينشئ تعاونًا ليس متوقعًا. يوم الخميس القريب، سيقام مؤتمر بمشاركة مستوطِني غوش عتصيون من جهة، والفلسطينيين من القرى بتير، حوسان، ووادي فوقين من جهة أخرى. الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يحتجّان ضدّ مشروع إقامة الجدار الأسمنتي الذي يصل طوله عشرات الكيلومترات “سيحوّل الجدار جنّة من المدرّجات القديمة، أشجار الزيتون والبلوط والينابيع القديمة إلى بحر من الأسمنت والحديد”، هذا ما كتبه المعلّق لشؤون البيئة في صحيفة “معاريف”، أفيف ليفي.
يعارض الإسرائيليون الجدار بتقديم حجج من مجال جودة البيئة: إن القلق هو أن يضرّ الجدار بمنظر المنطقة الساحر. يعارض الفلسطينيون الجدار لأسباب أكثر عملية، ويزعمون أن الجدار سيمنعهم من العمل في أراضيهم وسيسبب لهم ضررًا اقتصاديًا كبيرًا. بعد مئات السنين من الاعتماد على الزراعة التقليدية، فإن القلق هو أن يفقد الكثير من السكان مصدر رزقهم.
لكن رغم أن مصالح كل طرف ليست متطابقة تمامًا، فإن المحتجّين من الجانب الإسرائيلي يظهرون قدرًا كبيرًا من التعاطف مع أصدقائهم الفلسطينيين: “ربما يكون هذا هو المكان الأخير الذي يحافظ على طرق الزراعة القديمة التي كانت شائعة في أرض إسرائيل”، هذا ما قاله يارون روزنتال، زعيم الاحتجاج من طرف المستوطِنين لصحيفة “معاريف”. وقد تحدّث روزنتال قائلا إنه يعمل على اصطحاب مجموعات سياحية إلى وادي فوقين، حيث يتم استقبالهم هناك من قبل المزارعين الفلسطينيين الذين يعملون على زراعة أراضيهم في المنطقة.
في إسرائيل نفسها أيضًا هناك نضال داخلي حول مستقبل المنطقة. وزير حماية البيئة السابق، جلعاد أردان، حثّ في السابق وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، على إيقاف بناء الجدار في المنطقة لأن “هذه الأعمال تجلب الدمار على تراث تاريخي – ثقافي ذي أهمية عالمية”. وحاولت السلطة الفلسطينية من جهتها أن تتوجه للأمم المتحدة من أجل إعلان المنطقة موقعا من مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو.
ووفقا لتقديرات محللين غطوا في السابق النضالات ضد إقامة الجدار، فإن احتمال تأثير الاحتجاجات على مسار الجدار ليست كبيرة. ولكن ربما بفضل التحالف غير الاعتيادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيشكل في هذه المرة احتمال بأن ينجح الاحتجاج وألا يتم بناء الجدار.