هذه هي المرة الثانية خلال شهرين يضطر فيها وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، للاعتذار أمام الولايات المتحدة على تعبيراته المثيرة للجدل. بعد أن وصف يعلون في المرة السابقة وزير الخارجية الأمريكي، كيري، بأنّه “مسيحاني ومهووس”، قال يعلون هذا الأسبوع إنّ سياسة الولايات المتحدة في أوكرانيا “تعرب عن ضعفها” بل وألمح بأنّه لا يقدّر المساعدات الأمريكية لإسرائيل. ذكر يعلون هذا الكلام في مؤتمر بجامعة تل أبيب.
وكانت ردّة الفعل الأمريكية لهذا الكلام صريحة وحادّة. قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين ساكي: “إنّ تصريحات يعلون ليست بنّاءة. إنّه أمر يربكنا تمامًا حين يستمرّ وزير الدفاع في التحدّث بطريقة لا تعكس الشراكة الوثيقة بيننا في مجموعة من القضايا الأمنية، والشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل”. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني، كلامًا مشابهًا.
ومن وراء الكواليس، أدلى مسؤولون أمريكيّون بتصريحات أقوى. قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية لم يُعرّف عن نفسه: “هذا نمط مقلق، وفيه يعبّر وزير الدفاع عن ازدرائه تجاه الإدارة الأمريكية ويهين كبار مسؤوليها. وعلى ضوء الالتزام غير المسبوق لهذه الإدارة بأمن إسرائيل، فنحن نتساءل لماذا يبدو وزير الدفاع مصمّمًا على تقويض هذه العلاقات”.
وممّا يوضّح الغضب الأمريكي أكثر من غيره هو حقيقة أنّ وزير الخارجية، جون كيري، قد اهتمّ بالاتصال برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتعبير عن استيائه من تصريحات يعلون. لم تكن الولايات المتحدة راضية عن الانتقادات الصادرة من يعلون في موضوع أوكرانيا، ومن التلميح بأنّ ضعف الأمريكيين إزاء بوتين سيدفع بالإسرائيليين لتقويض الدعم السياسي الذي تقدّمه لهم الولايات المتحدة. وقال مسؤولون مقرّبون من يعلون أمس إنّ هناك مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية قد قرّروا اعتبار يعلون عنصرًا متطرّفًا في الحكومة، وتقويض شرعيّته.
وكما ذكرنا، فقد اعتذر يعلون أمس عن كلامه. وفي حديث مع وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، قال يعلون إنّه يرى أهمية عظيمة في العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، وكذلك في العلاقات الشخصية مع المسؤولين الكبار في الإدارة الأمريكية.قال يعلون: “لديّ التزام كامل لتلك العلاقات وللتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة بأيّ شكل من الأشكال”. وقال هيغل إنّه يفهم بأنّ كلام يعلون قد أُخرج عن سياقه.