لم يتراجع وزير الدفاع، موشيه يعلون، عن دعمه لبرنامج تشديد الرقابة على حركة العمال الفلسطينيين إلى أراضي إسرائيل، والذي نتيجة له قامت المنظومة الأمنية بفرض حركة حافلات منفصلة للفلسطينيين والإسرائيليين في طرق الضفة الغربية. اليوم (الأربعاء) صباحا، وعلى خلفية الانتقادات الدولية الشديدة في أعقاب الإعلان عن تفعيل البرنامج في “هآرتس”، قرّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير يعلون تجميد تنفيذ القسم الأول منه، والذي تم تعريفه على أنه “تجريبي”.
بادر يعلون إلى هذه الخطوة منذ أكثر من عام، وبحسب كلامه لأسباب أمنية بحتة: الحاجة إلى تقليص الحركة غير المتحكّم فيها للمقيمين غير القانونيين، والمسؤولين عن معظم الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية داخل الخطّ الأخضر. ومع ذلك، فقد تمّ اتخاذ قرار إلزام العمال بالتسجيل في معابر خطّ التماس، لدى دخولهم إلى الأراضي الإسرائيلية والخروج منها، وذلك أيضًا على خلفية شكاوى متكررة للمستوطنين (بشكل أساسيّ من البلدات المحيطة بالطريق حول شارع حوتسيه شومرون)، على السفر في خطوط حافلات مشتركة مع الفلسطينيين. في إطار الإجراء التجريبي، طُلب من العمال التسجيل لدى دخولهم وخروجهم في أربعة من المعابر.
وردًّا على الانتقادات قال الوزير يعلون إنّ هذه الخطوة هي لأسباب أمنية فقط وتعود أهميتها إلى فحص المغادرين والوافدين في عدة معابر وليس الفصل بين اليهود والفلسطينيين. “ليس هناك أي فصل في السفر بين العرب واليهود في الحافلات في المواصلات العامة في الضفة الغربية. لم يكن أي نقاش عن ذلك، لم ولن يتم اتخاذ أي قرار حول ذلك”، كما قال، “في الواقع فقد بدأنا هذا الأسبوع بالإجراء التجريبي، تجربة، في أربعة معابر في الضفة الغربية، بفحص العمال المغادرين للعمل في إسرائيل، وفحصهم عند عودتهم…. من حقّ كلّ دولة متحضّرة ولا سيما في الحالة الأمنية الحساسة لدينا، أن تفحص المغادرين والوافدين. فنحن نتحدث عن هذا وليس عن أي شيء آخر”.
وقد علم رئيس الحكومة بالبرنامج في مراحل متقدّمة، ولكنه لم يحصل على تحديث بخصوص بدء تنفيذه هذا الأسبوع وتفاجأ عندما علم بذلك اليوم من وسائل الإعلام. وتحدث عبر الهاتف مع يعلون وقرّر الاثنان – كما يبدو بمبادرة نتنياهو – تجميد تنفيذ البرنامج. وقد أخذ نتنياهو ويعلون طابعا أنّ العاصفة الإعلامية، ولا سيما في الصحافية الأجنبية، قد أنشأت دورانا سياسيا زائدا عن حدّه يضرّ بإسرائيل ولذلك فمن الأفضل إيقاف النقاش حول ذلك.
ومع ذلك، فعلى الأقل، لم يتخلَّ يعلون الآن عن البرنامج نفسه. فهو ينوي أن يأمر القيادة الوسطى ومكتب منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة بتشكيل برنامج جديد، يتطرق هذه المرة إلى جميع المعابر على الخطّ الأخضر، وعددها 13. من أجل ذلك يتطلّب القيام بأعمال بُنى تحتية واسعة في المعابر الأخرى.
وفي الوقت نفسه، ينوي وزير الدفاع أن يجرب ويشرح بشكل أفضل اعتباراته حول موضوع تنفيذ البرنامج، حيث يصرّ على أنّ التفسير الوحيد له هو الحاجة الأمنية وليس الرغبة بإقامة فصل عنصري بين الإسرائيليين والفلسطينيين. بعد اكتمال الاستعدادات، ينوي يعلون أن يُجدّد الإجراء التجريبي. ومع ذلك، فعلى خلفية ردود الفعل الشديدة في الساحة الدولية، الاعتراض الحازم من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين وشكوك رئيس الحكومة نفسه، فهناك شكّ إذا كان سيتم تنفيذ البرنامج في النهاية، على الرغم من نيّة يعلون.
نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”