سيبدأ الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع مناقشة طلب الرئيس باراك أوباما للهجوم على سوريا. إلى جانب الأكثرية الأمريكية التي تطالب بالبقاء على الحياد، يُضطر أوباما إلى مواجهة معارضة بريطانية للخطوة وتردد فرنسي.
صحيح أن رئيس الولايات المتحدة كان قد أعلن عن دعمه لعملية عسكرية ضد نظام الأسد كخطوة عقابية على الهجوم الكيميائي في ضواحي دمشق، ولكنه نقل أمس الأول، كما ذكرنا، مسألة اتخاذ القرار إلى الكونغرس – وهي خطوة ستعيق الرد العسكري الأمريكي ويمكن حتى أن تحبطه.
إن إرجاء الهجوم يمنح وقتًا إضافيًا للجيش الأمريكي في ترتيب القوات في إطار تخطيط العملية، التي من المخطط أن تكون “محدودة وموجّهة إلى الأهداف”. حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتس” وسفن حربية في القوة الهجومية التي ترافقها في طريقها إلى البحر الأحمر.
في إطار استعدادات جيش الولايات المتحدة للهجوم المحتمل على سوريا, أفادت مصادر أمنية في واشنطن هذه الليلة (الإثنين) لوكالة الأنباء رويترز أن طاقم الهجوم الذي يرافق الـ “نيميتس” يشمل أربع مدمّرات وسفينة حربية. لقد تمت مرابطة حاملة الطائرات “نيميتس” والمدمرات التي ترافقها حتى الآن في المحيط الهندي، ولكن في أعقاب الوضع في سوريا، قرر جيش الولايات المتحدة إرسال حاملة الطائرات إلى الغرب – باتجاه البحر الأحمر. وقالت مصادر أمنية في واشنطن أن القوة الموسّعة قد تُبحر لاحقا إلى البحر الأبيض المتوسّط.
وتستعد في المنطقة الشرقية من البحر المتوسّط خمس مدمرات أمريكية للحصول على أمر بإطلاق صواريخ التوماهوك. تحمل المدمرات نحو 200 صاروخ توماهوك، التي يصل مداها إلى نحو 1,600 كيلومتر وقدرة على دقة إصابة الهدف.
في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لاحتمال الهجوم، في سوريا لا ينتظرون كثيرا ويبدأون قصفًا إعلاميًا ضد الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب. يهدف القصف الإعلامي السوري إلى مهاجمة الولايات المتحدة والغرب وتقديمهما كدعاة حرب وجبناء. وقد تم اختيار نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، ليقود الحملة الإعلامية السورية، والذي أجرى في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة سلسلة من المقابلات في وسائل الإعلام في العالم. وفي مقابلة أجراها مع شبكة BBC قال المقداد (الاثنين) أن أي عملية أمريكية ضد سوريا ستكون مساوية لدعم القاعدة والمنظمات التابعة لها.
وقال المقداد عن التصويت في الكونغرس أن أعضاء الكونغرس والسيناتورات في السينات سيقررون مهاجمة سوريا إذا كانت هذه مصلحة إسرائيلية فقط.
وحسب التقرير الذي نشر هذا الصباح في صحيفة الحياة، أقام الرئيس الإيراني حسن روحاني غرفة عمليات خاصة في مكتبه ويشارك فيها وزراء كبار، وهدفها إدارة المفاوضات مع الولايات المتحدة وإقناع إدارة أوباما بأنه ليست هناك أي جدوى من الهجوم على سوريا وأنه لن يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة ومن شأنه فقط أن يساعد المتطرفين في الدول العربية وفي الدول الإسلامية.
وجاء في التقرير أيضا أن إيران من جهتها تلتزم بكبح نظام الأسد وستدعوا مقاتلي حزب الله إلى الانسحاب من الأراضي السورية.
كما قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في خطاب ألقاه أمام المجلس الثوري التابع لحركة فتح في المقاطعة في رام الله أنه لا يوافق على قصف دولة عربية وأنه يستنكر استخدام السلاح الكيميائي من قبل أي طرف من الأطراف. وأضاف أبو مازن أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون سياسيًا وليس عسكريًا.
يجدر الذكر أن الحرب الأهلية السورية قد جبت ثمنا دمويًا باهظا من الفلسطينيين أيضا. من بين ضحايا الهجوم الكيميائي الأخير في ضواحي دمشق كان هناك 31 فلسطينيًا منهم 11 شخصا من أبناء عائلة حوراني التي يعود أصلها إلى مدينة جنين. سائر الضحايا هم من عائلة واكد الذين يعود أصلهم إلى مدينة الناصرة.
منذ بدء الحرب الأهلية السورية، هاجمت قوات بشار الأسد مخيمات اللاجئين الفلسطينية مرات عديدة، الواقعة بجوار دمشق. وعلى حد التقارير، قُتل بضع مئات من الفلسطينيين في القتال في سوريا في السنتَين الماضيتَين.