رحل اليوم أوري أفنيري، الصحفي وعضو الكنيست، ومحبوب الجمهور، اليوم صباحا (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 94 عاما. مكث أوري في مستشفى إيخيلوف في تل أبيب بعد تعرضه لسكتة دماغية. يكشف ماضيه، عن شخصيته المميزة، الجريئة، المتأثرة بأفكاره الحرة ونضالاته من أجل حرية التعبير.
وُلِد أوري في ألمانيا لعائلة ثرية، قدمت إلى إسرائيل بعد صعود هتلر إلى سدة الحكم في ألمانيا عام 1933. خسر والده أمواله في البلاد، فاضطر أوري إلى العمل بدلا من الذهاب إلى المدرسة. بدأ أوري سيرته السياسية في الجهة اليمينيّة من الخارطة السياسية تحديدًا: في عام 1938، في سن 15 عاما، تجند للمنظمة السرية الإتسل، لمحاربة البريطانيين حول “حقنا في دولة خاصتنا”، وفق أقواله. “كنت مقتنعا أنه يحق لنا أن نكون مستقلين كسائر الشعوب”، أوضح. في حرب 1948، التحق بشبعة غولاني (شوعالي شمشون)، وبالمقابل بدأ سيرته السياسية عندما أعد مقالات ميدانية لصحيفة “هآرتس”. تعرض أوري لإصابة خطيرة أثناء الحرب.
تبلورت وجهة نظره، التي تمسك بها حتى يومه الأخير، والتي تولي أهمية لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل عندما كان يمكث في المستشفى. كتب في سيرته الذاتية: “أثناء الحرب، اقتنعت أن هناك شعبا فلسطينيا يجب صنع السلام معه أولا. لهذا يجب أن تقوم دولة فلسطينية”.
في عام 1950، ترك أوري العمل في صحيفة “هآرتس”، وأقام مجلة أسبوعية بمساعدة أصدقائه تدعى “هعولام هزيه”. ظهر في أعلى الجريدة “بعيدا عن الخوف والتمييز”، تعبيرا عن طابع مجلة “هعولام هزيه”. في الفترة الأولى من إصدار المجلة الأسبوعية ظهر فيها الخط السياسي اليساري، منشورات مثيرة للاهتمام، وإشاعات، إضافة إلى تصريحات أثرت في حياة الجمهور والسياسيين في إسرائيل.
كان أوري من بين الإسرائيليين الأوائل الذين تواصلوا مع منظمة التحرير الفلسطينية. ففي عام 1974، أجرى المحادثات الأولى مع مبعوث ياسر عرفات، ما أدى إلى إقامة “المجلس الإسرائيلي من أجل السلام الإسرائيلي – الفلسطيني”.
في عام 1982، في ذروة حرب لبنان الأولى، التقى أوري مع عرفات في بيروت. وقال في خطابه الذي ألقاه وهو بجانب عرفات: “حقيقة أننا نجلس هنا معا، في ذروة الحرب البشعة، تشير إلى أن الشعبَين، الفلسطيني والإسرائيلي، سيجدان حلا مشتركا في المستقبَل. أومن أنه ستقام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وأن الشعبين سيعيشان بسلام معا، في دولتين ستصبحان تدريجيا جارتين تربطهما علاقات جيدة”. والتقى أوري وعرفات عشرات المرات لاحقا.
طلب أوري حرق جثمانه والتبرع بالأموال لنشاطات من أجل السلام.