يفوق الخيال كل شيء. هناك بين القتلى في العملية المريعة التي حدثت هذا الأسبوع في تركيا قصص محزنة، لا يجرؤ أي كاتب سيناريو في هوليوود أن يكتبها – ولكن هذا هو الواقع. رحل أحد القتلى في العملية تاركا ورائه قصة محزنة بشكل خاص. فتحي بيوض، هو طبيب في الجيش التونسي، سافر إلى تركيا لتنفيذ مهمة صعبة: أن يعيد ابنه إلى البيت بعد أن انضم إلى صفوف داعش، التنظيم المسؤول، كما يبدو، عن الموت المأسوي للوالد القلق.
لقد كرس بيوض في الآونة الأخيرة جهودا كثيرة محاولة منه لإعادة ابنه إلى البيت. وكان ابنه قد سافر إلى سوريا قبل بضعة أشهر مع صديقته لينضما إلى صفوف داعش في الحرب في سوريا. رغم أنه من عائلة جيدة ومحترمة، قرر الابن الانضمام إلى الإحصائيات التي تتضمن آلاف الشبان التونسيين الذين قرروا الانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي القاتل في السنتين الأخيرتين.
في الحقيقة، فإن تصرف الابن أدى إلى درجة معينة إلى تدهور مأسوي لحياة الوالد. وذلك لأن الوالد علم مؤخرا أن ابنه وصديقته قد عبرا الحدود من سوريا إلى تركيا، ومن ثم اعتُقلا في الحاجز. وعندما عرف الوالد بذلك، كرس حياته لإنقاذ حياة ابنه ومساعدته على العودة إلى المنزل. وقد اضطر إلى التغيّب عن عمله، حيث يشغل رئيس قسم الأولاد في مستشفى عسكري في تونس، وقد فكرت إدارة المستشفى في إقالته بسبب ذلك.
ووصلت القصة إلى الذروة، عندما سافر الوالد في رحلة جوية إلى تركيا، وهبط في مطار إسطنبول وهو في طريقه لإنقاذ ابنه. ولكن قُتل الأب أثناء العملية المريعة، وقُتلت معه طموحه وجهوده، ويعود كل هذا إلى الاختيار المروّع الذي اختاره ابنه، مما أدى إلى قتله على يد التنظيم الذي انضم ابنه إليه.