كشف وزير التربية شاي بيرون، المقيم حاليًّا في أوروبا في رحلة تعليمية بين معسكرات التركيز والاعتقال النازية إبّان المحرقة، أمام الحاضرين، عن برنامجه الجديد لتدريس الهولوكوست في إسرائيل – برنامج مفاجئ جدًّا، يشمل تدريس المحرقة على مدى سنوات الدراسة الاثنتَي عشرة، من الصفّ الأول إلى الصفّ الثاني عشر.
ويُفترَض أن يُعرَض البرنامج، الذي تمّت بلورته بالمشاركة مع متحف “ياد فاشيم”، بعد بضعة أشهر. يجري الادّعاء أنّ الطالب العادي يبدأ بالدراسة عن الهولوكوست في الصف الحادي عشر (16 -17 سنة) فقط، حين يدرس هذا الموضوع استعدادًا للبجروت (التوجيهي). حتى ذلك الوقت، هناك مجرد طقوس سنويّة. يتحدثون عن الموضوع قليلًا، ثم يتابعون أمورًا أخرى. أمّا الآن، فالهدف هو أن تدرّس المدارسُ هذا الموضوع بشكل معمّق أكثر.
وافقت وزارة التربية على التفاصيل، وقالت إنّ البرنامج سيكون تدريجيًّا، حيث لن تُعرَض على طلّاب الصفّ الأول (6 سنوات) صور الفظائع، بل ستُكشَف لهم مضامين ملائمة أكثر لسنّهم. وكلما تقدّمت السنون، سينكشف الأطفال لمضامين أكثر قساوةً للمشاهدة.
لكنّ هذا الإيضاحَ لا يُرضي الوالدين الذين يخشَون من تعرّض أبنائهم لفظائع الهولوكوست في سنّ مبكرة إلى هذا الحدّ، ما حدا بكثيرين منهم إلى التوجه إلى الوزير بيرون على صفحته على الفيس بوك. كتبت إحدى الأمهات: “أنا أمّ لطفلة عمرها 5 سنوات ستصبح السنة القادمة في الصفّ الأول، وأنا غير معنية بأن تتعلم من هذه السنّ المبكرة عن موضوع قاتم ووحشيّ كهذا. كأطفال، نشأنا على الخوف الفظيع من الهولوكوست. أنا غير معنيّة أن يترعرع أبناؤنا مع الفكرة أنّ ثمة وحشيةً كهذه في العالم، ويتساءلوا عمّا حدث هناك، ويحيوا في هذه الزاوية الكئيبة… أبناؤنا منكشفون كفاية لكلّ ما يجري في الدولة، ويحقّ لهم أن يكبروا بسكينة وراحة، دون مخاوف”.
“لا تُسهِم الدراسة عن الهولوكوست من سنّ مبكرة كهذه أبدًا في أهمية دولة إسرائيل. يمكن نقل القيَم بطرق أخرى. ولا تقلق، فسيتعلمون هذه الموادّ مثلنا جميعًا. من الواضح لي أنه إذا دُرّس موضوع الهولوكوست السنة القادمة، فلن أرسل أبنائي إلى ذاك الدرس”.
وشاركت أخرى قصتها الشخصية، موضحةً: “السنة الماضية، تحدثت المربية في الروضة للأولاد عن الهولوكوست. خلال فترة طويلة، خافت ابنتاي من الدخول إلى الحمّام حتى لا يخرج لهما الغاز. حسب رأيي، هذه سنّ مبكرة للبدء بالدراسة عن الهولوكوست. أنا مع الكشف، ولكن بالطبع ليس في جيل صغير كهذا. لا يزال حب الاستطلاع والخيال يلتقيان، ما يمكن أن يسبّب للأطفال مخاوف هم بغنى عنها. الصفّ الأول باكر جدًّا”.