غضب في إسرائيل على قرار وزارة التربية إلغاء كتاب يتحدث عن علاقة عاطفية بين إسرائيلية وفلسطيني، من منهاج التعليم في المدارس الرسمية، بادعاء أن الشباب الإسرائيلي ليس ناضجًا بعد للخوض في اختلاط الشعب اليهودي. وقالت مؤلفة الكتاب، دوريت رابينيان: “أنا مصدومة، هذا شيء مُثير للسخرية”.
وعلقت الكاتبة دوريت رابينيان، على إثر نشر موقع “هآرتس” خبرًا عن قرار وزارة التربية إلغاء كتاب “جدار حي”، الذي يتحدث عن علاقة عاطفية تجمع بين يهودية وفلسطيني، على القرار وقالت إنها خطوة مُثيرة للسخرية. “يتناول الكتاب أساسًا هذا الخوف”، قالت رابينيان في حديث لها مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
“إن إلغاء كتاب يتناول الخوف الإسرائيلي من التداخل والاختلاط بالمحيط العربي، الذي نعيش فيه، بسبب فكرته المركزية، هو أمر مثير للسخرية”، قالت رابينيان.
تؤكد رابينيان على أنها تعتقد أن القرار لم يُتخذ لأسباب عنصرية. “ما زلت مصدومة، إلا أنني أيضًا لستُ مُتفاجئة فإسرائيل عام 2016 هي مكان مُعقد”، قالت الكاتبة. “أراد الكتاب التطرق إلى هذا المكان المُعقد والمحبوب ويشكل قرار وزارة التربية جزءا من هذا التعقيد في المكان الذي نعيش فيه”.
وجاء من ديوان وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت (البيت اليهودي)، أن “الوزير يدعم قرار الطاقم المهني”.
هاجم الكثير من الكُتاب وأصدقاء رابينيان هذا القرار المثير للجدل. وعلّق الكاتب سامي ميخائيلي، وهو أحد أشهر الكتّاب الإسرائيليين الشرقيين، قائلا: “هذا يوم أسود في تاريخ الأدب العبري”. وتساءل كاتب آخر متى سيُخرجون من المنهاج التعليمي قصة الملك سليمان (الذي كان لديه الكثير من النساء) والملك داوود (الذي رغب بزوجة صديقه).
قال الكاتب أ. ب. يهوشوع وهو أكثر الكُتّاب إسرائيلية بالنسبة للمُجتمع الإسرائيلي إن الكتاب “ممتاز وعميق” وأضاف “من يرفض تضمينه في المنهاج التعليمي المُكثف لطلاب الأدب، لا يُثبت فقط أنه لا يفهم معنى الأدب الحقيقي ولكنه يُلغي، بذلك الإلغاء، عشرات الكتب، الكُتّاب، العروض والأفلام الذين أرادوا، كلٌ بطريقته، أن يواجه بشكل واقعي العلاقة المُركّبة بيننا وبين الأقلية التي تعيش بيننا وتحت احتلالنا”.
في نظر الكثيرين، فإنّ دوريت رابينيان هي الصوت النسائي الرائد في الأدب الإسرائيلي. إنها تجيد – أكثر من أي كاتب وكاتبة إسرائيليين – أن تصف الفوارق الدقيقة في الحب: الشوق، الألم، القلق، الحميمية الهشّة.
انطلقت رابينيان هذا العام من جديد مع كتابها “جدار حيّ”، والذي يتناول أكثر القضايا تفجّرا: علاقة غرامية بين امرأة إسرائيلية ورجل فلسطيني، تجري في نيويورك. في نهاية المطاف، فإنّ الصراع في كتابها هو بين الاندماج والانفصال، بين المصير المشترك والهروب. وهي تثبت بذلك مجدّدا إلى أي مدى تعتبر محاولة الاعتماد على الحبّ ضعيفة، ولكنها رغم ذلك لا مفرّ منها.