يعتبر هؤلاء من القوات المقاتلة الأكثر وحشية: عناصر الشبيحة هم الذراع غير الرسمية لنظام الأسد في دمشق. في كل مرة يحتاجون إلى القيام بالعمل القذر يكون الشبيحة هناك. يتضمّن عملهم الاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات، الإعدامات، إبادة عائلات كاملة، في كثير من الأحيان بالسكاكين والفؤوس، والاغتيالات. معظمهم مجرمين سابقين، تجار مخدّرات، مهرّبين على الحدود وكما يمكن أن نرى في الصور، أنهم ينشرون في صفحات الشبكات الاجتماعية، ولديهم الكثير من الأورام الليفية حيث أخذوا الكثير من الستيروئيدات.
الغالبية الساحقة من عناصر الشبيحة هم من العلويّين، طائفة الرئيس، وتقدّر أعدادهم ببضعة آلاف. يتم تشغيلهم غالبا من قبل ضباط الاستخبارات الذين يرسلونهم للعمل في مناطق لا يمكن للجيش العمل فيها، أو في مناطق يجب فيها “تربية” المواطنين. يعمل عناصر الشبيحة في إطار وحدات شبه عسكرية وبزيّ عسكري، لكن بعضهم يعمل بزيّ مدني. المهمّة الرئيسية: قمع الاحتجاجات ومهاجمة الثوار.
طريقة العمل معروفة ووحشية: بعد أن تنتهي مدافع الجيش السوري من سحق القرى، يدخل هؤلاء الشبان بأوشامهم وهم يحملون غالبًا بنادق الكلاشينكوف. يدخلون إلى القرى، يشقّون رقاب النساء والأطفال أو ببساطة يضربونهم حتى الموت. ومن ثمّ، بعد أن يشعروا بالاكتفاء، ينصرفون، وأحيانا يحملون معهم بعض الجثث للتغطية على ما حدث هناك.
العالم يعرف اليوم إلى أي مدى الشبيحة متعطّشون للدماء، ولكن داخل سوريا القاسية والوحشية فهذا معروف منذ فترة طويلة. تم تأسيس هذه الميليشيا الوحشية من قبل عائلة الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية. بدأ الشبان في البداية بالعمل بالتهريب إلى لبنان ومنها. أصبح أبناء عمومة الأسد أغنياء، حملوا السلاح في العلن، وقادوا سيارات مرسيدس فاخرة مع نوافذ مظلمة وسمّوا أنفسهم “الأشباح”.
علق الاسم من تلك الفترة ووسّع هؤلاء الشبّان المجرمون تدريجيّا أعمالهم الإجرامية الصغيرة إلى مجالات أخرى. غضّ النظام طرفه عن الإجرام، وفي المقابل أصبح الشبيحة القوة التي تأخذ وتعطي لعائلة الأسد. اكتشف الرئيس حافظ الأسد، والد بشار، القدرات الكامنة بهم. كان هؤلاء المجرمون السفّاحون الشباب يُرسَلون إلى الشوارع لوأد أي مظهر من مظاهر المعارضة وهو في مهده، حيث لم يكن أحد يتخيّل الثورة الحالية.
https://www.youtube.com/watch?v=YzpsMbsBqPE
رفعت هذا الأسبوع مجموعة من الشبيحة صورا إلى الفيس بوك وهي توفّر لمحة غير اعتيادية عن عالمهم المغلق بشكل عام. وقد رفعت الصور مجموعة تعمل في منطقة العاصمة دمشق، ويقودها شخص عرّف نفسه باسم ضياء الأسد. أثارت الصورة الكثير من الفضول في الشبكة الاجتماعية والإعلام العالمي، لأنّها توفر لمحة عن الحياة اليومية للمقاتلين المتعطّشين للدماء. وكما هو متوقع فقد التقطوا الصورة وهم يحملون أنواعا مختلفة من الأسلحة ومتحمّسون لدرّاجات السباق النارية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ جزءًا من رواتبهم يشمل ما حصلوا عليه من عمليات النهب، والتي هي جزء كبير من أنشطتهم.
يستغل بشار الأسد بشكل جيّد جدا قدرات التدمير التي لدى الشبيحة ويحرص كلّ الوقت على ترسيخ ولائهم. ويقدّم السفاحون الشباب، وكثير منهم يلتحق بصالات رياضية، ولاء أعمى لزعمائهم المحليين، الذين يسمّون “معلم” أو “خال”. ليس معروفًا مصدر تمويلهم. هناك من يدعي أنّ التمويل يأتي من رجل أعمال ثريّ على تواصل مع النخبة العلوية. المال ذو أهمية. ويمكن للجندي في الشبيحة أن يتقاضى ما بين 100 إلى 200 دولار لـ “يوم عمل”، ممّا يعتبر ثروة بالنسبة لسوريا.
https://www.youtube.com/watch?v=mUs_McqJAAs