“نحن نقترب من أيّام حرِجة، بدءًا من يوم غدٍ في جنيف”، يقول النائب تساحي هنغبي، أحد أقرب المقرَّبين من رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو، والشريك في الاستشارات حول الشأن النووي الإيرانيّ.
“نحن لا نعارض برنامجًا نوويَّا مدنيًّا في إيران”، يقول هنغبي، “فليست لدينا مشكلة مع ذلك. ليست لدينا أيضًا عداوة مع الشعب الإيراني، أو حتّى مع النظام الإيراني، بل هم من يستهدفوننا، يهدّدون بإبادتنا، ويستخدمون الإرهاب”.
من المحادثة التي أجراها هنغبي في القدس مع ممثّلي وسائل إعلاميّة من أرجاء العالم يبرز بقوّة الإحباط لدى القيادة الإسرائيلية من الموقف الأمريكي، الذي يُنظَر إليه كتفويتٍ لفرصة تاريخيّة. “نحن قريبون جدَّا من وضع يكون فيه الاقتصاد الإيراني في وضع تفهم إيران معه أنّ التقدّم في البرنامج النووي سيضع بقاء النظام في خَطَر”، يتحدّث هنغبي عن أثر العقوبات. “هذا هو السبب الوحيد الذي من أجله، بعد كلّ هذه السنين، يبذلون جهدًا لإقناع العالم أنهم مستعدّون للتوصّل إلى اتّفاق حقيقيّ. ولذلك، نحن مُحبَطون من الطريقة التي تُدار فيها المفاوضات – بكل هذه السرعة، دون التوقُّف لحظةً والتفكير، دون ممارسة ضغط حقيقيّ على إيران”.
وحين سُئل عن عُمق أزمة إسرائيل مع الولايات المتحدة، يتحدّث هنغبي بنبرة معتدلة نسبيًّا، لا سيّما مقارنةً برئيس الحكومة، الذي لم يترك حيّزًا للشكَ بخصوص رأيه بأوباما، كيري، وقدراتهما على إدارة المفاوضات. “النقطة التي لا نتفق مع الولايات المتحدة عليها تنبع من أنهم لا يستغلّون أمارات ضعف الإيرانيين، التي جرى التعبير عنها بانتخاب روحاني نفسه. أعلنَ أوباما مرارًا كثيرةً جدًّا أنّ هدفه الاستراتيجي هو منع إيران من حيازة سلاح نووي. لذلك، فاجأنا جدًّا سلوكه في المفاوضات”.
مع ذلك، يوضح هنغبي أنّ إسرائيل يجري إطلاعها من الولايات المتحدة بشكل مستمرّ على تطوّرات المحادثات.
وردًّا على سؤال حول ما تنوي إسرائيل فعله إذا جرى توقيع اتّفاق بين إيران والقوى العظمى خلال الأيام القادمة، قال هنغبي: “نحن غير مُلزَمين باتّفاق كهذا. نفهم أنه خطوة أولى نحو اتفاق دائم. سنواصل التعبير عن رأينا”.
حين طُلب منه الردّ على اتّهامات الإيرانيين بأنّ إسرائيل تقف وراء التفجير قرب السفارة الإيرانية في بيروت اليوم، قال هنغبي: “لو لم تكن للأمر صلة بحياة بشر، لقلتُ إنه اتّهام هزليّ. إيران، التي تنتِج الإرهاب في العالم كله، تتّهم إسرائيلَ بكلّ شيء. لم تكُن لدينا مشكلة في تحمّل مسؤولية ما فعلناه في الماضي، لكن لا صلةَ لنا بهذه الحادثة. لا يتحسّن أمن إسرائيل إطلاقًا نتيجة تفجيرات وسفك دِماء في بيروت. هذه نتيجة التوتر في لبنان في أعقاب الدعم الإيراني للأسد”.
وفيما يتعلق بالمحادثات مع الفلسطينيين، قال هنغبي إنه رغم ما نُشر عن تفكُّك طاقم المفاوضات الفلسطيني، فهو يحافظ على تفاؤله حيال إمكانيّة التوصّل إلى اتّفاق بين الجانبَين، مع الشكّ في إمكان فعل ذلك خلال أشهر معدودة.
وحين سُئل عن أنباء حول تعاون إسرائيلي – سعوديّ في الشأن الإيراني، قال هنغبي: “الدول العربية وإسرائيل تتشاطر الموقف نفسَه في الشأن الإيراني منذ سنوات. والسعوديون بشكل خاصّ – يشكّل المشروع النووي الإيراني خطرًا عليهم، وهم غير معنيّين بالدخول في سباق تسلّح يمكن أن يدمّر اقتصادهم. كنتُ أودّ أن يكون تعاوننا أكبر مع الدول العربية في هذا الشأن، لكنهم لا يزالون متردّدين”.