خلال حملة دونالد ترامب الانتخابية، كان أحد تصريحاته مُثيرًا لغضب الفلسطينيين بشكل خاصّ.. فقد وعد المرشّح الرئاسي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقبل نحو شهر، عبّر صائب عريقات عن غضبه على ترامب إثر هذا الوعد، قائلًا: “تمثّل تصريحاته احتقارًا للقانون الدولي وللسياسة الخارجية الأمريكية”.
ولكن وفق السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، ليس على عريقات أن يقلق، “فجميع مرشّحي الرئاسة وعدوا بنقل السفارة إلى القدس، أَمَّا بعد ذلك فيتراجعون”. في الواقع، سبق لعشرين مرشّحًا رئاسيًّا أمريكيًّا منذ العام 1972 أن وعدوا بالأمر نفسه تمامًا – نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا بالقدس كعاصمة إسرائيل.
فقد قال جورج بوش الابن بحزم عام 1999: “‘في يومي الأول في المكتب البيضاوي، سأنقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. بعد ذلك بسنة، قال الرئيس بيل كلينتون إنه يدرس نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حتى إنّ “لدينا قطعة أرض جاهزة لذلك”.
حتى الرئيس رونالد ريغان الذي قال في نيسان 1984: “لن أنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس”، غيّر رأيه بعد شهر قائلًا: “مع ذلك، ربّما أدرس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد عبّر عن رأيه بشكل حازم عام 1995، مشرّعًا “قانون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. نصّ القانون أنّ “سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ستُنقَل إلى القدس في موعدٍ لا يتأخر عن 31 أيار 1999”. ولكنّ ذلك لم يحدث بعد.
حتى منافسة ترامب اللدودة، هيلاري كلينتون، وعدت في السابق أنّ السفارة الأمريكية ستُنقَل من تل أبيب إلى القدس. بالإجمال، وعد 20 رئيسًا، مرشّحًا، ومسؤولًا في مجلس الشيوخ بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مسافة 60 كيلومترًا فقط. لذلك، ليس ترامب الأول الذي يعِد بذلك، لكن هل يكون المرشّحُ الأكثر غرابةً في التاريخ الأمريكي أوّلَ مَن يفي بهذا الوعد؟