يفهم لبنان أن إقامة هذه المصانع قد تشعل حرب وسيدفع اللبنانيون ثمنها. في ظل موقف الحريري، من المفترض أن تفكر إيران وحزب الله في نقل المصانع إلى الأراضي السورية. الاعتبار المركزي هو مدى سيطرة إيران في سوريا.
سُمعت تصريحات أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع، يوم الخميس الماضي التي قال فيها إن “إسرائيل لن تسكت على إقامة مصانع الأسلحة في لبنان” في بيروت جيدا.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قبل بضعة أشهر عن مشكلة إقامة مصانع الصواريخ التابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية، وفي ذلك الحين عُرضت التطورات الدراماتيكية على المجلس الوزاري المصغّر الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية . صادق رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، في مؤتمر هرتسليا على إقامة المصانع، ومنذ ذلك الحين تتساءل إسرائيل: هل تهاجهم المصنع في وقت باكر قبل أن يصبح قيد العمل.
وبعد أن جمع حزب الله أكثر من مئة ألف قذيفة، بدأ يركز جهوده الآن بما تسميه إسرائيل “مشروع الدقة” الذي يهدف إلى جعل الصواريخ طويلة المدى قادرة على إصابة مواقع حساسة في إسرائيل بمستوى دقة أعلى.
لا يملك حزب الله في يومنا هذا صواريخ من هذه النوع، وعندما حاول تهريبها عبر سوريا نجحت إسرائيل في إصابتها عندما شنت هجوم دقيق قبل أن تجتاز الحدود. عندها فهمت إيران وحزب الله أن لا مناص من نقل المصانع إلى الأراضي اللبنانية.
في شهر تموز من هذا العام كشفت المجلة الفرنسية Intelligence Online تفاصيل جديدة عن مصانع الصواريخ الإيرانية لخدمة حزب الله في لبنان. وفق التقارير، يجري الحديث عن مصنعنين في منطقتين مختلفتين، يقعان على عمق 50 مترا تحت الأرض ومحصنين جيدا تجنبا لإصابتهما على يد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
تدعي المجلة الفرنسية أن أحدهما يقع في قرية الهرمل في الجزء الشرقي من لبنان في شمال شرق الدولة. وفق التقارير، صُنعت في هذا المصنع صواريخ فتح 110 القادرة على الوصول إلى بعد نحو 300 وتحمل رؤوس حربية وزنها نحو 400 كغم.
أما المصنع الثاني فهو قيد البناء بين مدينتي صور وصيدا وتحديدا في قضاء الزهراني. في شهر آذار الماضي، قالت جهة في الحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن تمويل إقامة المصانع، إنه بدأ بناء مصانع الأسلحة في لبنان.
ورد في المجلة الفرنسية وفق أقوال جهات مطلعة أنه أقيمت تحصينات فوق المصانع الواقعة تحت الأرض. وجاء أيضا أن مصنع الصواريخ ذاته لا يُبنى بشكل كامل بل يُبنى من أجزاء لتركيبها في مصانع مختلفة في وقت لاحق.
في هذه الأثناء، انتقدت سفيرة الولايات، نيكي هالي، لدى الأمم المتحدة، في نهاية الأسبوع، طريقة عمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، اليونيفيل، ضد حزب الله الذي يُهدد إسرائيل. وفي مؤتمر صحفي، قالت هالي إن قوات اليونيفيل، التابعة للأمم المتحدة المسؤولة عن مراقبة الأحداث في جنوب لبنان، لا تعمل بما يكفي ضد تنظيمات إرهابية مثل حزب الله.