في الأيام القريبة ستنهي دورة الطيران المرموقة قائدة الطيّارة الحربية الرابعة في تاريخ الجيش الإسرائيلي. للوهلة الأولى، تبدو هذه الخطوة نجاحا كبيرا، ولكن هناك من يدعي أيضًا أنّها خطوة فاشلة.
افتُتِحت دورة الطيران أمام النساء قبل أكثر من عشرين عاما، وحتى اليوم نجحت في إنهائها بنجاح 47 امرأة – عدد دورة طيران واحدة، حيث إنه في كل عام تُجرى دورتا طيران. أي إنه تنهي امرأتان بالمعدّل كل عام دورة الطيران، وهذه نسبة ضئيلة جدا. والأسباب لذلك متنوعة. فربما ترغب النساء أقل في الاندماج في دورة الطيران مقارنة بالرجال، وقد يكون معدل تسرّبهن خلال الدورة أعلى من معدل الرجال أيضًا.
يُقدّم المعارضون عدة تفسيرات ضدّ دمج النساء في المهام القتالية. أحد التفسيرات هو التفسير الديني – يحرص الكثير من الجنود المحاربين على اتباع التعاليم والقيم الدينية اليهودية، ويمتنعون بسبب هذه القيم من الاقتراب من النساء. إن خدمة النساء في المهام القتالية، كما يحذّر الحاخامات، ستدفع خارجا عددا كبيرا من المقاتلين غير القادرين، بسبب معتقداتهم، على الخدمة في وحدة تخدم فيها نساء.
ولكن التفسير الرئيسي هو اعتبارات التكلفة مقابل الفائدة من هذه الخطوة. بحسب ادعاء المعارضين فإنّ جسد المرأة غير قادر على مواجهة الضغوط الجسمانية الناشئة خلال الخدمة القتالية، ولذلك فإنّ نسبة أعلى من النساء تصاب بسبب ضغط التدريبات، بحيث من غير المجدي أن يقبلهن الجيش الإسرائيلي للالتحاق بتلك المهام. دمج النساء كمقاتلات هو مثال جميل، ولكن لا يتلاءم مع متطلّبات الواقع، كما يوضح هؤلاء المعارضين.
ومع ذلك يمكن إلقاء اللوم على قدرات المرأة الجسدية، التي لا يمكن مقارنتها غالبا بالقدرات الجسدية الرجالية. ولكن قد يُظهر نجاح دمج النساء في المهام القتالية في السلاح البرّي الإسرائيلي أنّ القدرات الجسدية هي ليست المشكلة دائمًا. فرغم الفجوات الجسدية، في سلاح البر ازداد عدد المقاتلات بأربعة أضعاف خلال خمس سنوات فقط – ووصل عددهن من خمس مائة مقاتلة إلى ألفين. والأهم – أن قادة الجيش لا يشعرون أنّ الجيش يدفع ثمنا كبيرا جدا، بل العكس ، فهو يجني فائدة.
ولكن رئيس الأركان الإسرائيلي تحديدا مقتنع أنّ دمج النساء في المهام القتالية مُتماش مع مصالح الجيش الإسرائيلي ومفيد. فهو يحاول باستمرار تمكين النساء المجنّدات للجيش الإسرائيلي العمل في مجموعة متنوعة من المهام القتالية والاندماج فيها، وهو ليس نادما على ذلك. “هناك قائدات طيارات حربيات ذوات موهبة كبيرة في إسرائيل، ويقدنَ سفنا في سلاح البحريّة، سبعة كتائب أمنية مختلطة ومقاتلات يقفن بجرأة أمام تحدّيات يواجهها الرجال”.