يتساءل الكثيرون في إسرائيل كيف يدير رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعماله بينما يتعرض الكثير من أمناء سره في هذه الأيام للتحقيق المتشعب في الشرطة الإسرائيلية.
منذ بداية الأسبوع، يسمع مواطنو إسرائيل تقارير حول اعتقال مسؤول آخر، مقرّب من نتنياهو، وهناك شعور عام من التضييق على حكومة نتنياهو الحالية وقد يعرضها للسقوط.
وقد كشف الصحفي الإسرائيلي البارز، رافيف دروكر (القناة العاشرة) عن “قضية الغواصات” (المعروفة بملف 3000) للمرة الأولى، أمام الجمهور الإسرائيلي، في تشرين الثاني عام 2016، حيث كان هناك شك حول تحريف المناقصات ذات الصلة بشراء غوّاصات “الدولفين” وسفن من نوع “ساعر 6” من شركة “ThyssenKrupp” الألمانية، تلقي رشاوى، وتناقض في المصالح.
من أجل أن نسهّل عليكم معرفة الحقائق حول القضية، نظرنا سريعا إلى بعض الأسئلة المركزية، القادرة على توضيح أكبر قضية فساد تعصف في تاريخ الجيش الإسرائيلي، وتتضمن مليارات الدولارات.
ما هي الصفقات التي يدور الحديث عنها؟
الصفقة الأساسية هي الصفقة بين دولة إسرائيل وشركة “ThyssenKrupp” الألمانية حول شراء ثلاث غوّاصات بتكلفة 1.2 مليار يورو. من المتوقع أن تزيد هذه الغواصات عدد غوّاصات الأسطول الإسرائيلي ليصل إلى 9 غوّاصات.
إضافةً إلى ذلك، تُفحص إمكانية وجود صفقة لشراء أربع سفن لضمان حقول الغاز الإسرائيلية من الشركة ذاتها، بتكلفة 430 مليون يورو بعد توقيعها في عام 2015. ساهمت حكومة ألمانيا بتمويل 115 مليون يورو من إجمالي الصفقة.
وأثارت هذه الصفقة أسئلة، من بين أمور أخرى، لأن الشركة الألمانية، لا تصنّع سفنا وقد استأجرت لتنفيذ هذه الصفقة خدمات شركة أخرى. لذا، هناك حاجة إلى إنجاز ملاءمات بين المنظومة المدنية الخاصة بالشركة الألمانية وبين المنظومة العسكرية الإسرائيلية، بتكلفة إضافية حجمها نحو 50 مليون يورو.
ما هي التهم الأساسية؟
المسؤولون الإسرائيليون الكبار الستة الذين اعتُقلوا في الأسبوع الماضي للتحقيق معهم، والمقربون من نتنياهو (هناك حظر لنشر اسمائهم في إسرائيل)، متهمون بارتكاب مخالفات فساد وتلقي رشاوى، غسيل الأموال، وبارتكاب مخالفات ضريبية.
ما هو تعليق ألمانيا حول التحقيق الجنائي؟
تفحص إسرائيل في هذه الأيام إمكانية شراء ثلاث غوّاصات إضافة إلى الغواصات التي لديها والتي في طريقها إليها. في ظل التحقيقات الجنائية، هناك اتفاق بين إسرائيل وألمانيا تؤكد أن هذه الصفقة لن يسري مفعولها في حال الكشف عن فساد في التحقيقات الجارية حاليا. أشار موظفون إسرائيليّون وألمانيون كبار إلى أن الاتفاق قد دخل إلى بند جديد في مسودة التسويات حول شراء الغواصات، كشرط ألماني على التوقيع القريب المتوقع أجراؤه بعد مرور بضعة أسابيع.
هل سيخضع نتنياهو للتحقيق أم أنه متهم؟
في شهر شباط من العام الحالي، قرر المستشار القضائي الإسرائيلي الرئيسي بعد استشارة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، وبعد النظر في قضية الفساد، أن نتنياهو ليس متورطا في القضية. رغم ذلك، وُجد أن موكله، المقرّب منه، المحامي، دافيد شمرون، هو المتهم الرئيسي في القضية وقد تلقى مبلغ نحو 200 ألف دولار من ممثل شركة الغواصات الألمانية في إسرائيل.
لمَّ الحكومة الألمانية متورطة في الصفقة، ولمَّ تمنح تخفيضات؟
قدمت الحكومة الألمانية إلى إسرائيل مكافآت كان حجمها ثلثي سعر الغواصات، أي 400 مليون يورو. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الحكومة الألمانية بمبلغ 115 مليون يورو من صفقة شراء أربع سفن للدفاع عن حقول الغاز.
وساهمت الحكومة الألمانية في تمويل مشاريع كثيرة في إسرائيل على مر السنوات بسبب الدين التاريخي، الذي كان على ألمانيا، تجاه الشعب اليهودي في أعقاب الهولوكوست.