بينما تقوم كل الأحزاب الإسرائيلية بتسخين المحركات قُبيل سباق الانتخابات الذي سيُقام في إسرائيل بعد شهر من الآن تمامًا (17.3) كما وتنشر مقاطع فيديو مُسلية على شبكات التواصل الاجتماعي، فاجأ حزب شاس (حزب يهودي ديني) الجميع بحملة انتخابية وجدانية، تضع طبقة بُسطاء الشعب الشفافة، ضمن منظار اجتماعي غير لطيف أبدًا.
يظهر أبناء “الطبقة الوسطى”، في مقطع الفيديو الذي يتوجه إلى وسط غير وسط الحاريديين أو اليهود الشرقيين، وهم مُمتعضون من غلاء أسعار المُنتجات الكمالية، إلى جانب شخص من طبقة “الشفافين”، ذوي الدخل المحدود، والذي لا يسعه التفكير بتلك المنتجات أساسًا. الرسالة التي يتم اختتام الفيديو بها هي: سنهتم بحال المليوني فقير من فئة الشفافين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، لأنكم لستم شفافين بالنسبة لنا. يعد المتحدث في الفيديو، بنسخته العربية، بأن شاس لا تُفرق بين الفقراء العرب والفقراء اليهود وأن هدفها هو حل ضائقة غلاء الأسعار للوسطين.
من الصعب وربما من المستحيل استحداث عبارة جديدة ذات قيمة هامة في مدة زمنية قصيرة، منذ الإعلان عن الذهاب للانتخابات – عبارة واضحة يمكن تكراراها، بما يكفي من المرات، والتمني بأن تترسخ تلك العبارة في عقل الناخبين عند توجهه لصناديق الانتخابات. يعتقدون في حزب شاس بأن هذه الحملة الإعلامية، واسعة النطاق، من شأنها أن تجعل الناخبين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع ويضعون في الصناديق ورقة مكتوب عليها اسم حزب “شاس”، الذي وضع شعارًا له محاربة الفقر وإنقاذ الطبقات الضعيفة في إسرائيل.
يفرض شاس، ثانية، ملكيته الفكرية على مسألة الفقر في إسرائيل. مرة أخرى أثبت المخططون الاستراتيجيون للحزب بأنه لا نية لديهم أبدًا بترك الحلبة فارغة أمام المُتنافسين.
شاهِدوا الحملة الانتخابية المرفقة بترجمة عربية:
نشرت بعض الأحزاب خطتها الاقتصادية العامة إنما خطة “شاس” لا تزال عالقة حتى هذه الساعة. صرّح مسؤول في الحزب، قبل أيام، بأن الحزب ينوي نشر خطة تُركز على الاهتمام بالطبقات الضعيفة وزيادة الدعم للمدن الهامشية”. وأكد بأن “الخطة لن تكون بلا أساس واقعي وسوف تُقدم مصادر تمويل لتحقيقها”.
يجول، في هذه الأثناء، رئيس الحزب آريه درعي، يوميًّا في أرجاء البلاد وخاصة في المناطق الهامشية. وهو ويائير لبيد، رئيس حزب “هناك مُستقبل” ووزير المالية في الحكومة السابقة، يطرحان نفسهما كخصمين متنازعين على أصوات أبناء الطبقات الضعيفة.
يعد حزب شاس بأنه لا يزال في جعبته المزيد من الرصاصات الإضافية والمفاجئة. تُعطي استطلاعات الرأي الحزب عددا فرديَّا من المقاعد في الكنيست وتراجعَا آخر مُقارنة بالانتخابات السابقة. يُشار إلى أنه على الرغم من أن الحزب كان يحصد أصوات آلاف الناخبين من الوسط العربي في إسرائيل في الماضي إلا أن وجود قائمة عربية موحّدة هذه المرة قد يجعل من الصعب أن تذهب أصوات عربية لهذا الحزب الذي يُعرّف نفسه على أنه يهودي ديني.