بعد 522 عامًا من طرد اليهود من إسبانيا بقرار من الملك فيرناندو والملكة إيزابيلا، تُحاول الحكومة الإسبانية التكفير ولو بنسبة قليلة عن المعاناة التي سببتها لعشرات الأجيال من اليهود، حيث قررت منح الجنسية الإسبانية لعائلات المهجرين.
بعد الترحيل في عام 1492، نزح حوالي 300 ألف يهودي من إسبانيا إلى المناطق المجاورة على حوض المتوسط كشمال إفريقيا وأوروبا والإمبراطورية العثمانية، من هناك وبعد معاناة طويلة، وصل الكثيرون منهم إلى إسرائيل. من الصعب إحصاء عدد أفراد عائلات المهجرين، لكنّ الرقم يقارب 3 ملايين يهودي.
سيسمح تعديل جديد على القانون الإسباني لعائلات المهجرين بالحصول على الجنسية. يَعتبر جزء من عائلات المهجرين أن هذه الخطوة تعتبر “تصحيحا لظلم تاريخي”، بينما يعتبرها البعض الآخر مجرّد وثبة مهنيّة واقتصاديّة إلى أوروبا، لذا سيكون الإقبال على عمليّة الحصول على الجنسيّة كبيرًا جدًّا.
نشرت الحكومة الإسبانية نهاية الأسبوع المنصرم، وبعد بحث طويل، قائمة تحتوي على مئات أسماء العائلات التي يحق لها الحصول على الجنسية. تظهر في القائمة الكثير من الأسماء من أصول شمال إفريقية كالغربلي وأبو طبول ودرعي وكادوش وغيرها من الأسماء المعروفة في إسرائيل، بالإضافة إلى أسماء كهالوي ومورنو وزوارتس، وهي أسماء معروفة لعائلات مهجرة من إسبانيا.
سيكون العثور على سلسلة النسب شبه مستحيل، لكنّ على المتقدمين للحصول على الجنسية إثبات أحقيتهم بها من خلال اسم العائلة، اللغة، التقاليد، أو العلاقة بالعادات الإسبانية. رغم كل ذلك، من غير الواضح مدى جدية الحكومة الإسبانية بما يخص هذا الموضوع، حيث لم يتم الإعلان بعد عن إجراءات الحصول على الجنسية، وهناك عدم وضوح حول الوثائق التي ستطلبها الحكومة من المتقدمين. رغم أن القضية ما زالت في بدايتها، إلا أنّ العشرات من الإسرائيليين يستعدون ويتوجهون إلى مكاتب المحاماة للتأكد من أحقيتهم، بالجنسية ويقومون بترجمة الوثائق والشهادات، التي تشير إلى جذورهم الإسبانية.