توجه رئيس حزب العمل، أفي غباي، اليوم (الأحد)، إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، وطلب منه أن “يبدأ فورا بإجراء فحص وتحقيق لاستيضاح إذا كان هناك مسؤول إسرائيلي عمل عميلا أجنبيا”. جاء هذا الطلب في أعقاب تفاصيل صفقة الادعاء الأمريكية مع بول مانافورت، المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب. في عام 2012، للوهلة الأولى، وفق الصفقة، تواصل مسؤول إسرائيلي مع مانافورت، بهدف إساءة سمعة زعيمة المعارضة الأوكرانيّة، يوليا تيموشينكو، من خلال نشر شجب بسبب انتمائها إلى جهات معادية للسامية. هكذا توقع مانافورت، وفق لائحة الاتهام ضده، أن يضغط يهود أمريكا على إدارة أوباما لئلا تدعم خصم مانافوت في تلك الفترة، وهو الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش.
كتب غباي لنتنياهو: “كما هو معروف، قدمت السلطات المسؤولة في الولايات المتحدة أمس، لائحة اتّهام، ضد السيد بول مانافورت، مدير الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب”. “تجدر الإشارة إلى أن تفاصيل لائحة الاتهام تمت بلورتها مع محامي مانافورت، ويتوقع أن يعترف بها قريبا. عند النظر إلى الجزء في لائحة الاتهام الذي يتطرق إلى دولة إسرائيل، يتم التوصل إلى نتائج هامة تفيد أنه ربما كان هناك (أو ما زال) مسؤول إسرائيلي عمل من أجل مصالح أجنبية”.
“تتطلب هذه الأمور، على الأقل، فتح تحقيق سري فوري… ببساطة، تحدد الحقائق في لائحة الاتهام، أن هناك شخصا ما في وزارة الخارجية الإسرائيلية، كان ورقة لعبة في أيدي مانافورت، إذ إنه عمل وفق رغباته، ما دفع المسؤول الإسرائيلي إلى أن يصدر بيانا رسميا، ساعد مانافورت على دفع تلك المصالح الأجنبية قدما. عند التطرق إلى الادعاءات الواقعية، الخطيرة التي أعرب عنها مسؤولون عن إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، من المفترض أن يكون كل مواطن في الولايات المتحدة قلقا. بصفتك وزير الخارجية، ومسؤول عن حماية أمن الدولة، من تجسس دولة أجنبية أخرى، عليك إجراء فحص وتحقيق فورا، لاستيضاح إذا كان هناك مسؤول إسرائيلي عمل عميلا لدفع المصالح الأجنبية. يجب إبلاغ الجمهور بإجراء التحقيق ونتائجه”. نُقِلت نسخ من الرسالة إلى المستشار القضائي للحكومة، رئيس الشاباك، وإلى لجنة مراقبة الدولة في الكنيست.
في لائحة الاتهام المعدّلة التي قُدّمت ضد مانافورت، هناك ذُكِرت “علاقة غامضة” بينه وبين “مسؤول في الحكومة الإسرائيلية”، سعيا للتأثير على علاقات الولايات المتحدة بروسيا وأوكرانيا. لا ترد تفاصيل الإسرائيلي في المستند ولكن في شهر تشرين الأول 2012، عندما عمل مانافورت في الانتخابات في أوكرانيا، نشر وزير الخارجية حينذاك، أفيغدور ليبرمان، تصريحا رسميا، يتماشى مع ما جاء في لائحة الاتهام. وردت الاقتباسات في عدة وسائل إعلام أمريكية. لكن نكر ليبرمان بشدة علاقته بمانافورت وقال المتحدثون باسمه إنه لم يلتق مع مانافورت ولم يتحدث معه أبدا.