التوتر بين غزة وإسرائيل ما زال مستمرا: أكثر من يومين بعد اغتيال قيادي حماس مازن فقهاء في غزة، والحركة ما زالت لا تعرف طرف خيط بخصوص هوية الإرهابيين المسؤولين عن الاغتيال. ومع ذلك، تقدّر حماس أنّ إسرائيل هي التي تقف خلف العملية، وتهدّد بالردّ كما تراه مناسبا. تم أمس (الأحد) تعليق لافتة ضخمة في غزة مع صورة فقهاء، كُتب عليها بالعربية والعبرية: “الجزاء من جنس العمل”.
ومع ذلك، هناك تقديرات في إسرائيل أنّه في هذه اللحظة، رغم حاجة حماس إلى الانتقام، فلن تسارع الحركة إلى العمل ضدّ إسرائيل، خشية من التصعيد الذي سيؤدي إلى معركة شاملة قد تدمّر غزة تماما. ومع ذلك، يقدّر محلّلون أنّ إقامة الجدار الذي تخطط له إسرائيل بينها وبين غزة، بما في ذلك حاجز عميق تحت الأرض لمنع تهديد الأنفاق التي تشكل سلاحا إستراتيجيا رائدا لدى حماس، ستكون بمثابة محفز للعمل من قبل الحركة.
حتى الآن، بدأ بناء الجدار، المخطط أن يمتد على طول 65 كيلومترا من الحدود، ولكنه يتمّ على طول مئات الأمتار بشكل موضعي فقط. ومن المتوقع أن تتزايد جهود البناء في أشهر الصيف، مما سيشكّل نقطة اختبار بالنسبة لحماس.
وفقا للمحلل يوسي يهوشع من صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، “يمكن أن نقدر أنّ حماس لن توافق على الأعمال المكثّفة وستحاول تخريبها منذ بدايتها من أجل منع إقامة الجدار، حتى إذا أدى ذلك إلى شن جولة قتال أخرى ضدّ إسرائيل. من وجهة نظر محمد ضيف ويحيى السنوار، فالحرب دون أنفاق ليست ممكنة، ولذا… على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحدوث جولة قتال أخرى في الصيف القريب”.
في هذه الأثناء، نُشر في إسرائيل صباح اليوم أنّ حماس تطوّر قدرات قوات الكومنادوز البحري، وبالإضافة إلى التدريبات المتكررة أمام شواطئ غزة، انتقلت الحركة لإنتاج ذاتي لأنظمة الغوص لمقاتليها، والتي تسمح لهم بالغوص على مدى كيلومترات طويلة دون إبقاء آثار معرّفة. رفع سلاح البحرية الإسرائيلي مستوى اليقظة حول الموضوع، وهو يعمل للحفاظ على المنطقة البحرية بين قطاع غزة وإسرائيل.
كما يبدو، إذا كان الأمر كذلك، رغم أنّ كل واحد من الجانبين لا يرغب في التصعيد، ستؤدي الملابسات إلى الاحتدام في حدود غزة قبيل الصيف القريب، والتي قد تنتهي بمعركة شاملة بين الجانبين.