بدأت المشاكل بعد حادثة محرجة واحدة: أبلغ منظمو الذكرى المركزية الـ 22 لاغتيال رئيس الحكومة الراحل إسحاق رابين المنظمات والحركات اليسارية أنه لن يُسمح لها بوضع أكشاك في ميدان رابين أثناء مراسم الذكرى، كما سُمح في الماضي. ولكن بعد نشر الخبر عدل المنظمون عن رأيهم وأعلنوا أنه يُسمح بوضع الأكشاك. من المتوقع أن تُجرى الذكرى عشية يوم السبت القادم الذي يصادف بتاريخ 04.11.17، في ميدان رابين، في تل أبيب في المكان الذي قُتِل فيه. خلافا للشعار الذي اختيرَ هذا العالم “كلنا معا” يبدو أن هناك خلافات خطيرة حول المراسم بين اليسار واليمين.
أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخلافات الحادة هو رغبة المنظمين في أن يشارك يمينيين، معظمهم من المستوطنات وقد شارك جزء منهم في حملة التحريض الخطيرة قبل وفاة رابين. قرر منظمو الذكرى عمدا تجنب نقل رسائل تضامن مع المعسكر اليساري وأعلنوا أن السياسيين الحاليين لن يلقوا خطابات.
حدثت حالة حرجة أخرى وهي الإعلانات التسويقية التي نُشرت قبل مراسم الذكرى التي كُتب فيها “ستُجرى المراسم لذكرى رابين” وفي يوم الإثنين الماضي فقط أضيفت كلمة “اغتيال” وذلك بعد الانتقادات الحادة التي أعرب عنها الجمهور الإسرائيلي. علاوة على ذلك، لا تظهر كلمة “السلام” في هذه الحملات.

للمرة الأولى، من المتوقع أن يشارك في مراسم الذكرى رؤساء مستوطنات. من بين المشاركين الآخرين، يلقي رئيس مجلس مستوطنة إفرات، الواقعة جنوب بيت لحم، الذي أعرب في أحيان كثيرة عن معارضته لحل الدولتين لشعبين، وهو الحل الذي كانت ترتكز عليه عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينية في التسعينيات، خطابا أيضا.
ستُلقي مستوطنة تدعى إستر بروت، من مستوطنة عوفرا الواقعة شمال القدس كان قد تم إخلاء منزلها هذا العام لأنه كان مبنيا على أرض فلسطينية خاصة، خطابا أيضا. في مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية ادعت بروت إن الحوار المستعر ضد اليمين واتهامه بقتل إسحاق رابين، ليس مناسبا وعادلا موضحة: “أعتقد أن اليمين لديه ضمير حي وقد اتُهم كثيرا دون سبب. كان يغئال عمير يمنيا لهذا يمكن اتهام اليمنيين في اغتيال رابين أيضا. لكن العلاقة بين المستوطِنين ويغئال عمير غير وطيدة. علينا جميعا بما في ذلك اليمين واليسار توخي الحذر”.
في هذه الأثناء، يسعى المنظمون إلى إبعاد التأثيرات السياسية قدر المستطاع عن مراسم الذكرى، والتذكير بأعمال رابين من أجل السلام، ولكن الأجواء المتوترة بين اليسار واليمين تتغلب على هذا الهدف وستكون النتيجة عكسية: لن توحّد ذكرى اغتيال رابين الجمهور الإسرائيلي لهذا سيُلحق ضرر بذكرى رابين.