هل هناك شيء أكثر سحرا، مباركا وممثّلا للحبّ من الزواج بين الرجل والمرأة؟ هل ليس صحيحا أن كل امرأة تخطط ليوم زفافها منذ صغرها؟ هل الزواج هو العهد الأكثر قداسة؟ هل يمثّل الزواج الحبّ الأكثر نقاءً؟
في معظم دول العالم، الإجابة التلقائية على هذه الأسئلة هي “نعم، بالطبع”. ولكن يسعى المزيد والمزيد من النساء حول العالم مؤخرا إلى تقويض هذه الرؤيا التقليدية، ومحاولة تفكيكها واختبار سبب وجودها. فإذا كان الزواج عهدًا مقدّسا، لماذا يتحوّل إلى أداة للاضطهاد؟
أحد التفسيرات التي أصبحت أكثر شيوعا مؤخرا هو أنّه ليست هناك أية علاقة بين الحبّ والزواج.
سبب الزواج هو رغبة الرجل في ضمان وريث له. لذلك فهو “يسيطر” على المرأة، وبشكل أساسي على رحمها
تفسّر المدوّنة النسوية الإسرائيلية تسيبي عران، في مدوّنتها التي تدعى “شوليفت تسبورنايم” وجهة نظرها قائلة: “على مدى التاريخ، تم تزويج النساء للرجال من أجل دفع الديون، عقد التحالفات بين الممالك، حماية الممتلكات أو الربط بين العقارات – ولم يُولد هذا التاريخ وهذه العادات من الحبّ”.
المتحدثة الإسرائيلية الأكثر بروزا في هذه الرؤيا هي عضو الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل. في محاضرة قدّمتها ميخائيلي باللغة الإنجليزية والتي تشرح فيها ما الذي يقف خلف مؤسسة الزواج، تقول ميخائيلي إنّ الافتراض بأنّ الحب هو أساس الزواج هو افتراض كاذب. فسبب الزواج هو رغبة الرجل في ضمان وريث له. لذلك فهو “يسيطر” على المرأة، وبشكل أساسي على رحمها.
من الناحية الرسمية، تقول ميخائيلي إنّ الزواج ليس عقدا بين الرجل والمرأة. الرجل هو الذي يتزوج من المرأة، ويسيطر عليها. ومع الزواج تنتقل المرأة من عهدة والدها إلى عهدة زوجها، ولذلك إذا كان هذا عقدا بين شخصين، فإنه عقد بين الرجل ووالد العروس.
تؤكد النسويات في إسرائيل على أنّ معظم العنف ضدّ المرأة يجري داخل الأسر. يحدث العنف بين الزوجين، العنف الجنسي، اغتصاب النساء وقتلهن من قبل أزواجهنّ داخل إطار الزواج. ويعود سبب ذلك، في رأيهنّ، إلى أنّ الرجل يعتبر المرأة ملكا له.
ولكن بقيت رؤية الزواج هذه لدى القليلين والقليلات فقط. يعتبر معظم البشر في العالم، ومن بينهنّ الكثير من النساء، الزواج اتفاقا متبادلا – حتى لو كانت تعود جذوره إلى الفترة التي كان فيها للرجل أولوية رسمية وعملية على المرأة. وإذا كان الأمر كذلك، فلا تزال طريق النسويات الداعيات إلى إلغاء الزواج طويلة، وهناك شكّ إذا ما كنّ سيحقّقنَ هدفهنّ.