في الأيام الماضية، شهدت اليونسكو تغييرات كثيرة. ففي يوم الخميس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تنوي الانفصال عن المنظمة. سيبدأ سريان مفعول هذا الإعلان في نهاية عام 2018. في أعقاب الانفصال الأمريكي، أعلن نتنياهو أن إسرائيل تفكر في أن تتنازل أيضا عن عضويتها في اليونسكو. بعد يوم من إعلان أمريكا الهام، جاء الإعلان عن فوز أودري أزولاي في الانتخابات لرئاسة اليونسكو.
أزولاي ابنة 45 وهي شخصية مثيرة للاهتمام، ويبدو أنها تثير أملا لإحداث تغييرات في اليونسكو وبدء القيام بنشاطات من أجل العمل على أهداف المنظمة ومنها دفع التعاون الدولي قدما في مجالات التربية، العلم والثقافة، بدلا من أن تشكل المنظمة حلبة للصراع السياسي.
أودري أزولاي هي يهودية فرنسية – مغربية، فازت بمنصب رئاسة اليونسكو. وفي طريقها إلى رئاسة اليونسكو، تغلبت على تسعة مرشحين، بمن فيهم المرشحة المصرية مشيرة خطاب والمرشح القطري حمد عبد العزيز الكواري. ستبدأ أزولاي بشغل منصبها بتاريخ 10 تشرين الثاني 2017. تعلمت أزولاي إدارة الأعمال في باريس وشغلت في بريطانيا منصب رئيسة الثقافة الفرنسيّة، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الثقافة والاتصالات.
أوضحت أزولاي أنها ترعرعت في بيئة سياسية يسارية. تعلمت العبريّة، ولكن وفق أقوال جهات في الجالية اليهودية الفرنسية، فإن آراءها ليست إيجابية حول حكومة نتنياهو. وأشارت تلك الجهات إلى أنه خلال زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى باريس في السنة الماضية، لم يُجرَ لقاء بين أزولاي وريغيف.
يشغل والد أودري الذي يدعى، أندري أزولاي، منصب مستشار كبير للشؤون المالية، لملك المغرب، محمد السادس، وشغل مستشارا أيضا للملك المغربي السابق، الحسن الثاني. إضافةً إلى ذلك، هو عضو في منتدى مركز بيريس للسلام، وحتى أنه حاصل على لقب دكتور من جامعة إسرائيلية في بئر السبع. فضلًا عن ذلك، أقام أندري منظمة من اليهود المثقفين في باريس تناشد منذ السبعينيات بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وتدعم حل الدولتَين.
أعرب الممثل الإسرائيلي في اليونسكو، كرميل شاما هكوهين، عن تفاؤله الحذر إزاء انتخاب أودري أزولاي لرئاسة اليونسكو. قال في مقابله معه للتلفزيون الإسرائيلي: “هنأت المرشحة أزولاي في غرفة الانتظار قبل اختيارها. تحدثنا معا قليلا بالعبرية. أعربت في حديثها عن رغبتها لمواجهة الوضع المعقد الذي تعاني منه اليونسكو، وإحداث تغيير في موقف المنظمة، لأنه وصلت إلى مكانة متدنية حقا”.