ما زال التوتر سائدا في العلاقات بين إيران والسعودية، وهي علاقات متوترة من أصلها، إثر حادثة التدافع في مشعر منى في السعودية، والتي راح ضحيتها المئات من الحجيج. وبينما تساند دول عربية وإسلامية السعودية إثر المأساة، مصرحة أنها لا تعتبر السعودية مسؤولة عن الحادثة، تصر إيران على مهاجمة السعودية وتطالب منها الآن، على لسان المرشد الأعلى، بالاعتذار وتحمل المسؤولية.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية، آية الله علي خامنئي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، اليوم الأحد، إنه “على حكام السعودية أن يعتذروا للأمة الإسلامية وللأسر المفجوعة، ویتحملوا المسؤولیة عن هذا الحادث بدلا من اللجوء إلى الإسقاط والقاء اللوم على الآخرین”.
وأضاف خامنئي “مقتل نحو أکثر من ألف شخص في هذا الحادث لیس بالأمر الهین وعلى العالم الإسلامي أن يفكر بهذا الموضوع”. وانضم إلى خامنئي مسؤولون إيرانيون كثيرون، أبرزهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أيضا السعودية خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في نيويورك.
يجدر الذكر أن عدد ضحايا حادثة منى من الإيرانيين وصل إلى 140 حاجا على الأقل، حسب آخر حصيلة أعلنتها إيران. ولم يحصل وفد ايراني بقيادة وزير الثقافة علي جنتي حتى صباح الاحد على تأشيرة دخول الى السعودية للمشاركة في البحث عن المفقودين.
وانضم إلى هذه الاتهامات من قبل المسؤولين الإيرانيين، الإعلام الإيراني، حيث برزت على صفحات الصحف رسوم الكاريكاتير التي تتهم السعودية بعدم تحمل المسؤولية عن الحادثة، وتصورها على أنها “ترقص على دماء الإيرانيين”.
أما من جانب السعودية، فقد عبّر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن موقف المملكة إزاء الاتهامات الإيرانية، وقال للصحافيين في نيويورك إنه “يعتقد أنه أفضل للإيرانيين أن لا يستغلوا سياسيا مأساة طالت أناسا كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة، ألا وهي أداء مناسك الحج”. وأضاف الجبير “نحن لا نخفي شيئا”، مشيراً إلى أنه ” اذا كانت هناك اخطاء قد ارتكبت فان الذين ارتكبوها ستتم محاسبتهم”.
واعتبر مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، سلطات بلاده غير مسؤولة عن حادث تدافع الحجيج في مِنى. وقال آل الشيخ إن الحادث وقع “قدر وقضاء”.