أصبحت مدينة القدس، التي تتصدّر العناوين في الفترة الأخيرة ولا سيما في سياق عمليات الطعن، اليوم مركز شجار بين عضوي كنيست. أعلن وزير التربية نفتالي بينيت أنّ السنة الدراسية القادمة ستكون “عام وحدة القدس”، في ذكرى 50 عاما على توحيد المدينة الشرقية والغربية في حرب الأيام الستة.
من الواضح أنّ قرار بينيت مرتبط بكون المدينة مركزا للصراع، وانطلاقا من محاولة تعزيز علاقة التلاميذ اليهود بالمدينة. ومع نشر القرار قال بينيت: “من القدس بدأ تاريخنا، ومنها نستمدّ قوتنا تحديدا في الأيام الصعبة”.
ولكن في اليسار الإسرائيلي كان هناك من انتقد هذا القرار، بل لاحظوا كيف يقع بينيت في خطأ تاريخي. كتبت عضوة الكنيست ستاف شافير من حزب العمل في تويتر “يُفضّل أن يعلم وزير التربية أنّنا جئنا إلى هنا من مصر”. وكتبت شافير أيضًا أنّ “بينيت قرّر إعادة كتابة التوراة وفقا لأغراضه السياسية”. شارك الكثيرون تغريدتها وأشاروا إلى الإحراج في الخطأ الذي ارتبكه بينيت، ولا سيما أنه وزير التربية.
لاحقا كتبت شافير منشورا طويلا ومفصّلا في الفيس بوك يوضح أنّ شعب إسرائيل وقف للمرة الأولى كشعب في جبل سيناء، وانتقدت بينيت لأنه استغل التوراة استغلال ساخرا لأهدافه السياسية. “لا تهدف وظيفة وزير التربية إلى إعادة كتابة التوراة، وإنما إلى أن يمنح أطفال إسرائيل الأدوات للقراءة، للتعلم، والتفكير الذاتي”، كما كتبت.
وفقا لكلامها، “مرّ الشعب اليهودي برحلة شاقة مليئة بالمصاعب في طريقه من العبودية في مصر إلى الحرية في أرض إسرائيل… وعلى ضوء ما مرّ بها آباؤنا وأمهاتنا، في مصر، في بغداد وفي تريبلينكا… فنحن لم نعد ننتظر أن ينقذونا، وإنما أصبحنا نقرر مصيرنا وأسياد أنفسنا”. وحظيت شافير مجددا بمئات الإعجابات وعشرات المشاركات، وبتعليقات أصبحت بحدّ ذاتها جدلا سياسيا بين متابعيها. ولم يردّ الوزير بينيت على هذا الكلام.