تعود الأزمة في اليمن إلى الخلافات السياسية، القبلية، الإقليمية والطائفية في الدولة، الأمر الذي يخلق صراعًا مُعقدًا يجذب إليه عملاقة النفط، المملكة العربية السعودية، ودولتها العدوة في المنطقة – إيران. هنالك أوجه كثيرة للصراع الدموي الذي يحصد في هذه الأثناء أرواح الكثيرين.
من أجل فهم خارطة المصالح في تلك الدولة المتشرذمة ولماذا بدأت المملكة العربية بعملية “عاصفة الحزم”، إليكم 5 حقائق عن الحوثيين والحرب الدامية في اليمن:
1. يُقاتل المتمردون الحوثيون، الذين يتركزون في شمال – غرب اليمن، ضد الحكم المركزي في صنعاء منذ عام 2004، حين كان لا يزال رئيس البلاد هو علي عبد الله صالح، حليف الولايات المتحدة، الذي حكم البلاد حكمًا استبداديًا طوال أكثر من ثلاثة عقود. حاليًا، بعد مرور أكثر من عقد على بداية الثورة، يبدو الحوثيون على بُعد خطوة من تنفيذ انقلاب في اليمن.
2. ينتمي الحوثيون، بخلاف معظم الشعب اليمني، الذي ينتمي للتيار الإسلامي السني، لطائفة الزيديين الشيعية. يعود اسم هذا التيار إلى الإمام زيد بن علي، الذي قُتل بعد أن تمرد على حكم الأمويين عام 740 للميلاد.
3. استغل قائد هذا التيار، في حينه، حسين الحوثي، الغضب الشعبي الذي جاء نتيجة اجتياح الولايات المُتحدة للعراق ليحقق مكاسب سياسية وأعلن تمردًا ضد صالح. قُتل الحوثي عام 2004، بينما تابع مؤيدوه صراعهم المسلح في منطقة صعدة في شمال البلاد. تدخلت السعودية، الداعمة للنظام المركزي السني، فيما يحدث في شمال اليمن؛ عام 2009، وبدأت بشن عمليات عسكرية، من جانب واحد، ضد الحوثيين في المناطق الحدودية. تم التوصل، بعد عام من ذلك، إلى وقف لإطلاق النار وصمد ذلك الاتفاق، بشكل متزعزع، حتى عام 2011.
4. تم عزل صالح عن الحكم في عام 2012 في أوج موجة التمرد التي اجتاحت العالم العربي. تم استبداله بنائبه، عبد ربه منصور هادي، باتفاق تضمن نقل الصلاحيات بهدوء والذي تمت رعايته من قبل دول الخليج والغرب. يحتل الحوثيون، مذاك، مكانة هامة وتحولوا إلى حركة سياسية قومية تُقاتل الذراع العسكري لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. سيطر الحوثيون في عام 2014 على صنعاء، قاموا بنصب حواجز على الطرقات وقاموا بتنصيب رجالهم في الكثير من مؤسسات الحكم، مع قطعهم وعود لإدخال تغييرات سياسية في الدولة. إلا أنهم يتعرضون، منذ ذلك الحين، إلى عمليات يومية، تقريبًا، من القاعدة.
5. يتلقى الحوثيون، الذين يقودهم حاليًا عبد المالك الحوثي؛ البالغ من العمر 33 عامًا، من إيران دعمًا ماديًا، عسكريًا ولوجستياً. ينفي الحوثيون هذا الادعاء، ولكن السلطات اليمنية كانت اعترضت سفنًا تحمل أسلحة إيرانية كانت مُعدّة للنقل إليهم. أدى تعاظم قوة الحوثيين إلى ضعف كبير للحكومة اليمنية. يطالب الحوثيون بصلاحيات أكبر في وزارات الحكومة للتيار الزيدي، الذي يُشكل 33% من الشعب اليمني، ويطالبون بأن تتضمن مسودة الدستور الجديد تقسيم اليمن إلى منطقتين بدل ست مناطق، الأمر الذي سيعزز مكانتهم.
يأتي تدخل دول الخليج، بوجود خطاب القاعدة المعادي للشيعة وللحوثيين، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بدعم من الولايات المتحدة والخلافات الإثنية في اليمن، ليزيد من خطر حدوث المزيد من سفك الدماء بين القبائل والجماعات الإثنية التي من شأنها أن تُقسم اليمن، المُقسمة أصلاً والدولة الأفقر في الشرق الأوسط.