بعد دقائق معدودة من الإعلان عن إدانة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، بالفساد، نشر الصحفي الإسرائيلي عميت سيجل هذه الصورة في الفيس بوك وكتب: “الرابع من أيار عام 2006. مغتصب، مرتكب جرائم جنسية، مرتشٍ وسارق يبتسم للكاميرا. “ستكون هذه البلاد مكانًا يطيب العيش فيه”، يقول المرتشي للمصوّرين”.
في الواقع، ستُذكر حكومة أولمرت في تاريخ دولة إسرائيل باعتبارها حكومة بائسة جدّا، والتي بالإضافة إلى إخفاقاتها الأمنية (حرب لبنان الثانية والسياسية (فشل المفاوضات مع الفلسطينيين)، فقد تميّزت أيضًا بجرعة عالية من الأشخاص ذوي المستوى الأخلاقي المنخفض جدّا.
يمكننا أن نقول الكثير حول مستوى الفساد العام الذي تم اكتشافه خلال محاكمة أولمرت، وأيضًا في محاكمة الرئيس حينذاك، موشيه كتساف، الذي أدين بالاغتصاب، ووزير المالية السابق، أبراهام هيرشزون، الذي أدين بالسرقة، والوزير حاييم رامون الذي ارتكب أعمالا مشينة. ولكن الحقيقة المشجّعة للغاية بالنظر إلى هذه الصورة المحزنة، مرتبطة بالذات بالنظام القضائي الإسرائيلي، الذي رفض التأثر بالقوى وتأثيرها على هؤلاء الأشخاص وتعامل معهم كأي مواطن إسرائيلي اتّهم بظروف مماثلة.
حيث سيذهب، كما يبدو، رئيس حكومة إسرائيلي سابق إلى السجن. وهذه سابقة تاريخية مؤسفة، ومع ذلك، من المرجّح أن يكون هناك تأثير إيجابي جدّا للسابقة التي أقرّها القاضي روزن اليوم على النظام السياسي. من الآن فصاعدًا، سيتردّد السياسيّون، الشباب والكبار على حدٍّ سواء، عدّة مرّات قبل أن يقرّروا التعاون مع جماعات الضغط وأصحاب المصالح ويفضّلوا المنافع الخاصة على المصالح العامة.
لم تكن قوة النظام القضائي الإسرائيلي، الذي أثبت اليوم مجدّدًا أنّ هناك من يمكن الافتخار به، تستطيع الاستمرار لولا الشعب الإسرائيلي، الذي أصبح في السنوات الأخيرة أكثر ذكاءً وتوقّعا للمعايير العالية أكثر من الأشخاص الذي يفترض بهم قيادته، سواء في ساحة المعركة أو في القرارات السياسية والاقتصادية.
الأمر المثير للاهتمام هو أنّ أولمرت، الذي تمتّع حتى وقت قريب بالدعم الواسع من قبل الإعلام الإسرائيلي، ألمح عدّة مرات في الأشهر الأخيرة إلى أنّه رغم كلّ القضايا القانونية التي يشترك بها، فلا يزال مهتمّا بالترشّح مجدّدًا لمنصب رئيس الحكومة. والآن يبدو أنّ على معسكر اليسار والوسط إيجاد مرشّح جديد له، ويُفضّل أن يكون شخصًا أقلّ اهتمامًا بـ “الحياة الطيّبة” على المستوى الشخصي، وأكثر اهتمامًا بالشعب.