في اجتماع خاص تناول دفع المفاوضات قدمًا بين إسرائيليين وفلسطينيين، قامت بتنظيمه اليوم مبادرة جنيف في مقر الكنيست، برز حضور أعضاء البعثة الفلسطينية. وقد برزت في النقاش أيضا شخصيات إسرائيلية إذ تطرقوا مؤخرًا إلى جهود كيري على الحلبة الإسرائيلية-الفلسطينية. وقد وعدت رئيسة المعارضة، شيلي يحيموفيتش، بدعم نتنياهو في حال قرر الشروع بمفاوضات، وادعى رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، من جهته أنه “يوجد شريك”.
حيال دعم يحيموفيتش وموفاز غير المتحفظ للإصرار على دفع العملية السياسية قدما، اتهم وزير العلوم ، يعكوف بيري من حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) الطرف الفلسطيني وقال: “يتحمل كل طرف من الطرفين مسؤولية ما عن جمود المفاوضات. أصبح الوضع اليوم دقيقًا، حساسًا وقابلا للانفجار. يتعين علينا أن نقول باستقامة أن العائق في تجديد المفاوضات موجود في الطرف الفلسطيني”.
وقد تطرقت يحيموفيتش أيضا إلى مبادرة الجامعة العربية التي تم تعديلها لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقالت: “خطوط عام 67 على أساس تبادل الأراضي هي اللغة التي يتحدث بها الإجماع. يجب أن نحتضن هذه اللغة بكل ما أوتينا من قوة. سوف تنشأ أمور جيدة فقط من ذلك. إن الصمت الذي تتعامل الحكومة به ما يحدث ليس جيدًا”. وأضافت يحيموفيتش أن التدخل الأمريكي في دفع عجلة المفاوضات في فترة تولي إدارة أوباما، هي أكثر كثافة من الفترة السابقة.
وقد شاركت في الاجتماع أيضا وزيرة العدل تسيبي ليفنيه، عضو الكنيست شاؤول موفاز (كاديما) وأعضاء كنيست كثيرون آخرون. وقد ادعى موفاز أن نتنياهو غير معني بالفعل بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، على الرغم من تصريحاته حول هذا الموضوع. وجاء في معرض أقوال موفاز: “ربما سيذهب نتنياهو إلى مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكنه لا يرغب بالتوصل إلى اتفاق”. وأضاف “يوجد شريك في الطرف الفلسطيني”. واستدرك قائلا “عرفات لم يكن شريكًا، ولكن أبا مازن هو شريك كامل”.
وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت سابق أن من كان يتقلد منصب الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى، أشرف العجرمي، قال خلال النقاش في الكنيست: “لقد دارت مفاوضات في الآونة الأخيرة في منزل رئيس الحكومة بين نتنياهو وممثلية عن السلطة الفلسطينية”. وأضاف: “أنا أريد أن أكشف سرًا. نحن أجرينا مفاوضات مع بيبي نتنياهو، في بيته، وجلسنا معًا لساعات طويلة. وكان من أدار المفاوضات أمام بيبي بشكل مباشر ياسر عبد ربه”. أما في ديوان رئيس الحكومة فقد أنكروا أقوال الوزير السابق العجرمي، وقالوا في ردهم أن “الأقوال غير صحيحة”.
في غضون ذلك، التقى عشرات النشطاء من الليكود وشاس مع الزعامة الفلسطينية في رام الله في إطار بعثة قامت مبادرة جينيف بتنظيمها. وشارك في البعثة أعضاء سكرتارية الليكود، أعضاء من مركز الليكود، رؤساء دوائر وفروع، أعضاء في المجالس البلدية، حاخامون ومستشارون سياسيون، كانوا قد شاركوا في الماضي في نشاطات أقامتها مبادرة جينيف، وقد تعلموا خلالها عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والحلول المقترحة لإنهائه.
وشارك من الجانب الفلسطيني في لقاء أمس ياسر عبد ربه، سكرتير اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس مبادرة جينيف الفلسطينية، نبيل شعث، عضو طاقم المفاوضات الفلسطيني، محمد مصري عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون الأسرى سابقا أشرف العجرمي.
وقال شلومو مدمون، عضو سكرتارية الليكود، في اللقاء: “كنت عضو الليكود الوحيد حين زرت رام الله قبل سنتين. يوجد اليوم قرابة خمسين شخصا من الليكود. لقد تحدثنا معكم ذات مرة عبر عدسة البندقية. يجب علينا ألا ننقل النزاع إلى أولادنا وأحفادنا، لن نكف عن التطلع إلى السلام”. وأضاف مدمون، الذي يُعتبر شخصية بارزة في مؤسسات الليكود: “حين أعلن رئيس الحكومة عن دولتين، أدركت أنه قد حدث تغيّر في المنطقة. لقد قام زعيم لديكم أيضا، أبو مازن، الذي لا يدعو إلى إبادة إسرائيل بل يعترف بها”.
وقال المحامي دافيد غلس، وهو مستشار كبير في شاس: “لقد تحول السلام إلى كلمة مرادفة لتطلعات لن تتحقق. أريد أن أذكركم أن شاس قد بدأت نشاطاتها من أجل السلام قبل سنوات طويلة، والمتمثلة بفتوى الحاخام عوفاديا يوسف أنه من أجل السلام يمكن إرجاع الأراضي”.
وردًا على أقوال رئيس البعثة الإسرائيلية، قال ياسر عبد ربه، سكرتير اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أن “الفلسطينيين يفحصون خطاهم في هذه الأيام حيال جهود الوسيط الأمريكي. لقد غادر كيري بإحساس أن هناك ما يجب فعله لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات”.
وقال نبيل شعث، عضو طاقم المفاوضات الفلسطيني، أنه منفعل لمشاهدة الجمهور ولسماع الأقوال التي قيلت: “أنا أومن أن السلام بواسطة حل الدولتين هو أمر ممكن. لم نفقد أملنا في التوصل إلى تسوية”.