في حين ما زال يٌنتظر القرار السياسي للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سيُصدره يوم الأربعاء القادم (06.12.17) بشأن الاعتراف بالقدس العاصمة الرسمية لدولة إسرائيل وربما حتى قد يطلب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يبدو عمليا الآن أن الأمريكيين ما زالوا يواصلون تحضير البنية التحتية لنقل السفارة إلى موقعها الجديد في القدس، هذا وفق تقارير القناة الإخبارية المركزية الإسرائيلية اليوم ظهرا (الأحد).
في الأسابيع الماضية، وفق تقارير أخبار القناة الثانية الإسرائيلية، وصل ممثل ترامب لرؤية المكان المخصص لإقامة السفارة – فندق دبلومات في القدس. بدأ يتعاون الأمريكيون مع مهندس معماري معروف في القدس، وهو يشكل جهة الاتصال بين ممثلي ترامب ولجنة التخطيط والبناء في القدس، التي من المفترض أن توافق في النهاية على الخطط الأمريكية رسميا.
وكشف التقرير أيضا أن الوثائق المقدّمة إلى هيئات التخطيط المحلية المسؤولة، تشير إلى أن الخطة الأمريكية لبناء السفارة قد بُلوِرَت حقا. وتشمل الخطة رسم وبناء غرف محصّنة، طرقا للهروب، مداخل ومخارج جديدة ليست قائمة حاليا في مبنى الفندق، غرفا تحت الأرض، غرفا آمنة، تحصينا للموقع، وإضافة عناصر أمنية خارج الخط الأمامي للمبنى، مثل، جدران، كاميرات إلكترونية، ونقاط حراسة.
ممارسة ضغط عربي، أردنيّ، وفلسطيني على الإدارة الأمريكية

في هذه الأثناء، حذر العاهل الأردنى الملك عبد الله إدارة ترامب ورؤساء الكونغرس الأمريكى موضحا أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى الوقت الحالي سيضر بجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأمريكية وسيعزز المنظمات الإرهابية فى الشرق الاوسط. وأعرب الملك عن أقواله خلال زيارة عمل في واشنطن هذا الأسبوع التقى خلالها كبار المسؤولين في الإدارة وكبار أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين. منذ الساعات الأخيرة، بدأ ينقل الفلسطينيون أيضًا رسائل قاطعة أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يشعل لهيبا ويلحق ضررا بجهود السلام.
وفى الوقت ذاته، بدأت تُسمع أصوات أخرى من الولايات المتحدة والمحللين الأمريكيين توضح أنه من المحتمل أن يوقّع ترامب على أمر تأجيل نقل السفارة كما فعل رؤساء الولايات المتحدة منذ عام 1995، بدءا من الأسبوع القادم، وسيلقي خطابا أثناء التوقيع يعترف فيه بأن القدس الموحّدة هي عاصمة إسرائيل، لهذا ما زالت هذه الخطوة تثير قلقا لدى الفلسطينيين.
لم ينقل 20 رئيسا ومرشحا أمريكيا السفارة

وقد أعرب ترامب حقا عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كجزء من حملاته الانتخابية الرئاسية، لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن، كما لم يفعل ذلك نحو 20 رئيسا أو مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة في الماضي.
وفق السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، ليس على القيادة الفلسطينية أن تقلق، “فجميع مرشّحي الرئاسة وعدوا بنقل السفارة إلى القدس، أَمَّا بعد ذلك فيتراجعون”. في الواقع، سبق لعشرين مرشّحًا رئاسيًّا أمريكيًّا منذ العام 1972 أن وعدوا بالأمر نفسه تمامًا – نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا بالقدس كعاصمة إسرائيل.
فقد قال جورج بوش الابن بحزم عام 1999: ”‘في يومي الأول في المكتب البيضاوي، سأنقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. بعد ذلك بسنة، قال الرئيس بيل كلينتون إنه يدرس نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حتى إنّ “لدينا قطعة أرض جاهزة لذلك”.
حتى الرئيس رونالد ريغان الذي قال في نيسان 1984: “لن أنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس”، غيّر رأيه بعد شهر قائلًا: “مع ذلك، ربّما أدرس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد عبّر عن رأيه بشكل حازم عام 1995، مشرّعًا ”قانون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”. نصّ القانون أنّ “سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ستُنقَل إلى القدس في موعدٍ لا يتأخر عن 31 أيار 1999”. ولكنّ ذلك لم يحدث كما هو معروف.
حتى منافسة ترامب اللدودة، هيلاري كلينتون، وعدت في السابق أنّ السفارة الأمريكية ستُنقَل من تل أبيب إلى القدس. بالإجمال، وعد 20 رئيسًا، مرشّحًا، ومسؤولًا في مجلس الشيوخ بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مسافة 60 كيلومترًا فقط.
الآن يمكننا أن ننتظر ونرى ما إذا كان الضغط العربي الإسلامي على ترامب سيؤتي بثماره. هل ستتمكن إسرائيل أخيرا من تسجيل إنجاز سياسي هام بعد إعلان ترامب عن القدس الموحدة عاصمة لها؟ وهل ستؤجل التحضيرات الميدانية مرة أخرى إلى حين انتهاء الأمر الرئاسي بشأن السفارة والقدس بنحو ستة أشهر؟