أكّد أحد المسؤولين الكبار في الاتحاد الأوروبي، الذي كان مسؤول ن ملف ضم تُركيا إلى الاتحاد الأوروبي، صباح اليوم (الاثنين) نظرية المؤامرة وقال إن عمليات الاعتقال السريعة لآلاف القضاة وضباط الجيش الأتراك، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، تُشير إلى أن حكومة أنقرة كانت لديها قائمة موقوفين جاهزة مُسبقًا. ادعى كثيرون، منذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا بين يومي الجمعة والسبت، ومن بينهم رجل الدين اللاجىء فتح الله غولن، أن السلطات التركية هي التي دبّرت محاولة الانقلاب لتعزيز سلطتها أكثر فأكثر.
بدأت الإشاعات تُسمع هنا وهناك، عندما أدرك الجميع أن محاولة الانقلاب باءت بالفشل، ففي البداية، دارت في مواقع التواصل الاجتماعي شائعة تقول إن أردوغان قد ابتكر خدعة، عندما وجد طريقة عبقرية للتخلص من مُعارضيه داخل الجيش وفي سلطة القضاء.
يدور الحديث عن نظريات كثيرة ومتنوعة ولكن أهمها هي أن أردوغان اكتشف تكتل بعض الجنرالات والضباط الكبار، الذين كانوا يعرفون أنه سيتم عزلهم في نهاية الصيف، وقرر أن يُعطيهم فرصة للوقوع في الفخ. تمكن أردوغان، وفقًا لادعاء منتقديه ومن يعتمدون هذه النظرية، من خلال هذه الخدعة من اعتقال آلاف العسكريين، القضاة، والصحافيين الذين يهددون حكمه.
يقول مؤيدو نظرية المؤامرة أيضًا إن أردوغان كان يعرف أن ذلك التحرك كان يُفترض أن يبدأ باعتقاله من الفندق، الذي كان ينزل فيه في مرمرة – ربما حتى عرف التوقيت الدقيق لذلك أيضا. وقد تمكن من الهرب في الوقت المناسب وترك الانقلابيين يُفجرون الفندق فوق رؤوس نزلائه المرعوبين.
جاء أيضًا في صحيفة نيويورك تايمز ادعاء يقول إنه ربما يدور الحديث عن خدعة مُخطط لها مُسبقًا، برئاسة الرئيس أردوغان، وطُرح الكثير من التساؤلات التي بقيت من دون إجابات في هذه المرحلة ومن غير المتوقع أن تحظى بإجابات في المستقبل أيضا: هل كانت هناك محاولة حقيقية برئاسة الانقلابيين لتغيير القيادة الحالية؟ من الذي كان سيحل مكان أردوغان؟ لم تكن هناك أي خطة للسيطرة على الوسائل الإعلامية ولا لتجنيد الجماهير. من الذي دعى أعضاء البرلمان التركي إلى اجتماع ليلي طارىْ يوم الجمعة؟ أظهرت الصور التي بثتها السلطات لحظة تفجير البرلمان أن أعضاء البرلمان كانوا غارقين في نقاش ليلي طويل. بعد مهاجمة مبنى البرلمان بالقذائف، كان يُفترض أن تلحق به أضرار جسيمة، إلا أنه في اليوم التالي لم تكن قد تبقت ذرة غبار واحدة على منصة الخطابات.
يبدو أن السؤال المُلح الآن هو: لو أن هذا الانقلاب كان مفاجأة تامة، بالنسبة للسلطات التركية، كيف يُعقل أنه في أقل من يوم واحد اعتُقل 6000 موظف عسكري وقضائي؟
يدور الحديث الآن، على أي حال، عن نظريات مؤامرة، فقد استغل أردوغان ومؤيدوه الانقلاب وسيواصل العلمانيون في تركيا، على ما يبدو، معارضته ومعارضة نظام حكمه ولكن سيكون الآن من الصعب عليهم أن يكسبوا دعم الشعب.