“عاش اليهود أكثر من 2.500 سنة حياة فخر، وما زال نحو 1.200 يهودي يحافظون في الحاضر على التقاليد اليهودية القديمة رغم أنهم يعيشون في بيئة إسلامية”، قال الصحفي يائير شركي، الذي زار الجالية اليهودية في تونس. في مدينة جربا، التي يعيش فيها معظم اليهود في تونس، التقى شركي مع الحاخام حاييم بيتان، الحاخام الرئيسي في تونس، ورافقه في رحلة في الكنيس القديم وشاهد كتب التوراة فيها، التي يُحتفظ بها منذ مئات السنوات.
رغم أنه ليست هناك علاقات دبلوماسية بين تونس وإسرائيل، ما زالت تهتم السلطات الإسلامية بالحفاظ على علاقة جيدة مع أقليات الجالية اليهودية التي بقيت في تونس. انضم شركي إلى بعثة حاخامات أوروبا، التي دعتها الحكومة التونسية لزيارة تونس. وفق أقوال شركي، “هناك مصالح مشتركة بين اليهود والإسلام في أوروبا وراء المشهد الاستثنائي لمجموعة الحاخامات التي حظيت بحراسة مشددة واحترام كبير، إضافة إلى النضال ضد ذبح الحلال والختان في جزء من دول القارة”.
في إطار الجولة المميزة، صعد المفتي الرئيسي في تونس على ذات المنصة التي صعد عليها الحاخامات من أوروبا والحاخام الرئيسي في تونس. “نرحب بهم في بلادهم، تونس. أرض السلام، الصداقة، الحياة المشتركة والتعايش”، قال الشيخ عثمان بطيح، مفتي تونس. ولكن أثارت تصريحات المفتي هذه ضجة في وسائل الإعلام في تونس، فاضطر إلى الاعتذار.
وفق أقوال شركي، يعتبر الكنيس في جربا أحد الكنس القديمة في العالم، ويتمتع بمزايا خاصة، مثل كتابة أسماء العزاب على قشرة البيض ووضعها تحت كتاب التوراة من أجل الزواج. وأضاف شركي، أنه رغم تحفظ مواطني تونس من إسرائيل، إلا أن يهود جربا يحظون باحترام.
ولكن تعرض شركي في تونس العاصمة إلى وضع مختلف تماما. وفق أقواله، الكنيس في مركز المدينة خال معظم الوقت، إذ لم يبقَ أحد من الجالية اليهودية، التي كان تعدادها عشرات الآلاف في الماضي. إضافة إلى 1.200 يهودي في جربا، هناك نحو 300 يهودي في تونس وأماكن أخرى في الدولة، أما بقية اليهود فقد هاجروا إلى فرنسا وإسرائيل.