لم تهدأ الأجواء بعد في إسرائيل في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، الذي حذر الشعب الإسرائيلي من مقاطعة دولية محتملة في أعقاب فشل المفاوضات مع الفلسطينيين. بعد أن وصف يوم أمس الوزير يوفال شتاينيتس أقوال كيري على أنها “مؤذية وتضر باستئناف المفاوضات”، قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تهدئة الأجواء والدفاع عن كيري.
“إن الطريقة لمناقشة سوء التفاهم هي فقط بواسطة الأسلوب الموضوعي، والتركيز على القضية وليس على الشخص”، قال نتنياهو لأعضاء الكنيست من الليكود في أعقاب تهجمهم الشخصي على كيري. خلافًا لأقوال نتنياهو في جلسة الحكومة، التي تبيّن منها أنه ليس راضيًّا عن تصريحات كيري فيما يتعلق بالمقاطعة، قام لاحقا بالإدلاء بتصريح أكثر اعتدالا: “لقد وضَّح كيري مرارًا وتكرارًا أنه يعارض المقاطعة، وثمة أهمية لذلك، لأن ذلك الموقف يلائم الموقف الأمريكي التقليدي”.
لقد جاءت تصريحات نتنياهو بعد أن ردت يوم أمس وزارة الخارجية الأمريكية بشدة على الانتقاد الإسرائيلي الذي تم توجيهه إلى كيري. “لقد اهتم كيري دائمًا بأمن إسرائيل، وهو يعارض المقاطعة بشدة”، هذا ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية. بعد أن اتُّهِمَ كيري في إسرائيل بدعمه للمقاطعة، قيل إن: “وزير الخارجية كان على معرفة وتوقع وجود معارضة لجهوده وحدوث لحظات صعبة خلال العملية، لكنه يتوقع أيضًا من جميع الأطراف أن تصف تصريحاته بدقة”.
في هذه الأثناء، يوجه الاتحاد الأوروبي تحذيرًا مشابهًا: يحذر سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل بأنه إذا فشلت عملية السلام، ثمة ازدياد في خطر مواجهة إسرائيل عزلة، وذلك ليس تحديدًا نتيجة لسياسة الاتحاد، وإنما بسبب مقاطعة من قبل شركات خاصّة ومستهلكين.
قال السفير لارس فابورغ أنديرسين يوم أمس للقناة الثانية الإسرائيلية، إن الحكومات الأوروبية ليست قادرة على أن تؤثر على شركات ومواطنين يعملون على أساس مبادئ المسؤولية الاجتماعية. لقد عبّر عن قلقه بأنه في حال فشل المحادثات مع الفلسطينيين، ومتابعة البناء في المستوطنات، سيكون هنالك عدد أكبر من الشركات، المصارف، وصناديق التقاعد، التي ستقطع العلاقات مع إسرائيل.