خطب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم في مؤتمر اللوبي اليهودي الأمريكي “إيباك” في واشنطن. صرّح نتنياهو في مستهلّ خطابه بأنّ التحالف مع الولايات المتحدة في ذروته، ولا يوجد دولة على وجه الأرض مناصرة لأمريكا أكثر من إسرائيل. بخلاف السنوات الماضية، ركّز نتنياهو في خطابه على علاقات إسرائيل مع الدول العربيّة وطموحاته لإنهاء الصراع، وخفّف من التركيز على قضيّة النووي الإيراني.
وفي تتمة حديثه شكر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، على جهوده في الوساطة بالمحادثات. وأشار إلى أنّ كيري هو الرجل المناسب للمهمّة: “ليس قديمًا وليست لديه أكياسًا تحت عينيه تُثبت ذلك. نحن نعمل ليلا نهارًا لنحقّق سلامًا دائمًا يضمن ترتيبات أمنية مستقرّة واعترافات متبادلة بدولتين لقوميتين.
بعد ذلك استغلّ نتنياهو المنصّة من أجل التوجّه مباشرة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “اعترف بالدولة اليهودية دون تقديم الأعذار ودون التأخير. آن الأوان. أخْبِر الفلسطينيين أن يتخلّوا عن أوهام إغراق إسرائيل باللاجئين. وهكذا في النهاية ستكون مستعدًّا لإنهاء الصراع”.
وأضاف نتنياهو: “كما أنّ إسرائيل مستعدّة للاعتراف بدولة فلسطينية، فعلى الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي”. إلى جانب ذلك، فقد رفض اقتراح أبي مازن في وضع قوّات دولية في الضفة. “ستحافظ القوات الأجنبية على السلام حين يكون هناك سلام، ولكن حين يكون هناك هجوم فستعود إلى ديارها. سيدافع الجيش الإسرائيلي فقط عن بيته، لن أراهن على أمن الدولة اليهودية”.
وسّع نتنياهو كلامه وأكّد على أنّ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤدّي إلى نموّ عام وإلى تعزيز اتجاه التقارب بين إسرائيل والدول العربية: “أنا مستعدّ للوصول إلى سلام تاريخي مع جيراننا الفلسطينيين ينهي قرنًا من سفك الدماء والصراع. سيكون جيّدًا لنا وللفلسطينيين وسيطوّر إمكانية إيجاد علاقات بين إسرائيل ودول كثيرة في العالم العربي. “يفهم الكثير من الزعماء العرب اليوم أنّ إسرائيل ليست عدوّهم، وإنّ السلام مع الفلسطينيين سيجعل العلاقات معهم مفتوحة ومزدهرة. إن الدمج بروح المبادرة الإسرائيلية سيلقي بالمنطقة بأسرها إلى الأمام وسيحلّ مشاكل المياه والطاقة، على سبيل المثال”.
وأشار نتنياهو أيضًا إلى المساعدة التي تقدّمها إسرائيل للجرحى السوريين الذين يتمّ نقلهم لتلقّي العلاج الطبّي في إسرائيل، وأيضًّا بواسطة بعثة المساعدات الإنسانية لمخيّمات اللاجئين السوريين، وعلى وجه الخصوص في الأردن وتركيا. اختار نتنياهو الحديث عن لقائه مع جريحَين سوريَّين، أب وابنه، الذين تمّ توجيههم للعلاج في إسرائيل: “أمسك الأب بابنه بذراعيه واستدعي الأطباء الإسرائيليّون لإنقاذ حياة الطفل. لقد قالوا: “في كلّ هذه السنوات كذب الأسد علينا، لقد قال بأنّ إيران هي صديقتنا وإسرائيل عدوّنا، ولكن الآن إيران هي التي تقتلنا وإسرائيل هي التي تنقذنا”.
ووفقا لنتنياهو: “لقد اكتشف هؤلاء الجرحى السوريّون ما عرفتم دومًا بأنّه الحقيقة: في الشرق الأوسط الذي يعاني من المذابح وإراقة الدماء، إسرائيل هي الرحيمة. هل سمعتم مرّة عن بعثة مساعدات إنسانية تم إرسالها من إيران؟ هل تعلمون لماذا لم تسمعوا عن ذلك؟ لأنّ الشيء الوحيد الذي ترسله إيران إلى خارج مجالها هو الصواريخ والإرهابيين من أجل قتل الأبرياء والإضرار بهم”.