صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، للمحطة الأمريكية “سي. بي. إس”، متطرقا إلى مشروع إيران النووي، ولاحتمال شن ضربة عسكرية ضدها، بإن إسرائيل “لن تنتظر حتى يصبح الأمر متأخرا”.
ولمّح نتنياهو في معرض حديثه للإعلام الأمريكي أن إسرائيل قد تلجأ إلى عملية عسكرية من دون عون الولايات المتحدة، قائلا إن جدول الزمن الإسرائيلي فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، ولا سيما سعيها إلى الحصول على قنبلة نووية، يختلف عن جدول الزمن الأمريكي. وأوضح نتنياهو “علينا أن ندرس كيفية لجم إيران قبل أن تقوم الولايات المتحدة بذلك”.
ولاحظ معلّقون في إسرائيل أن نتنياهو بدأ يصعّد من تصريحاته بالشأن الإيراني، وهو مؤشر أنه سيدفع بالنووي الإيراني ليعود على رأس جدول أعمال حكومته، وتذكّر بعضهم أن نتنياهو قام بنفس النهج الصيف المنصرم، حيث احتدم الجدال في إسرائيل والعالم بشأن ضربة عسكرية محتملة لمنشآت إيران النووية، لكنه سرعان ما خمد.
وخلافا لتصريحات نتنياهو النارية، صرّح مصدر سياسي رفيع لصحيفة “معريف”، لم يكشف عن اسمه، أن الهجوم العسكري على إيران أُزيل من جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية. وقال المصدر للصحيفة إن الجهاز الأمني لم يقترح حتى الساعة خطة عسكرية لوقف مشروع إيران النووي، مشيرا إلى أن الفجوة بين تصريحات المستوى السياسي واستعداده الحقيقي لتنفيذ ضربة عسكرية بالفعل كبيرة.
وحول رئيس إيران المنتخب جديدا، حسن روحاني، قال نتنياهو إنه “ذئب في ثوب حمل”، وأن استراتيجيته هي أن يبتسم للعالم وأن يبني القنبلة في آن واحد. وشدّد نتنياهو على أن الولايات المتحدة يجب أن توضّح أن سياستها الخارجية إزاء إيران لم تتغيّر بعد مجيء روحاني. وأضاف رئيس الحكومة ” يتعيّن أن يعلم الإيرانيون على نحو غير قابل للشك أنهم سيوقفون. يجب عليهم أن يعرفوا أن الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى عملية عسكرية”.
وحذّر نتنياهو، الذي زعم أن إيران هي أكثر الشؤون إلحاحا في الشرق الأوسط، من أن إيران تتقدّم نحو قنبلة ذرية بسرعة، وأضاف بالأرقام أنها تملك 190 كيلو من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، علما أن الكمية المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية هي 250 كيلو. وأشار إلى أن إيران تطوّر مسار البلوتونيوم بهدف تقليص المدّة اللازمة لتحضير قنبلة نووية.