لم يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد (27 أبريل) اهتماما يذكر بقبول التعاطف الذي أبداه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه إبادة النازي لليهود وذلك بعد ثلاثة أيام من تعليق إسرائيل المحادثات مع الفلسطينيين بسبب اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه حركته فتح مع حركة حماس المنافسة.
ووصف عباس في تصريحات نشرت اليوم محرقة النازي بأنها “أبشع جريمة” في حق البشرية في العصر الحديث فيما يبدو أنه مسعى لبناء جسور مع إسرائيل بعد أيام من انهيار محادثات السلام المتعثرة.
وتزامنت الرسالة التي نشرت باللغتين العربية والانجليزية مع إحياء إسرائيل الذكرى السنوية للمحرقة وشملت تعبيرا عن التعاطف مع أهالي الضحايا.
وفي حين لم يذكر نتنياهو بيان عباس بشكل مباشر اتهم الزعيم الفلسطيني بالتحالف مع منكري المحرقة.
وأضاف في تصريحات علنية في الاجتماع الأسبوعي لحكومته “حماس تنكر المحرقة بينما تحاول تنفيذ محرقة جديدة بتدمير إسرائيل. ومع حماس هذه اختار أبو مازن أن يكون تحالفا الأسبوع الماضي. وبدلا من الإدلاء ببيانات تصالحية تستهدف تهدئة الرأي العام الدولي يتعين على أبو مازن أن يختار بين تحالفه مع حماس الجماعة الإرهابية التي تدعو إلى تدمير إسرائيل وتنكر المحرقة وبين السلام الحقيقي مع إسرائيل. نأمل أن يتخلى عن هذا الاتفاق ويعود إلى المسار الحقيقي للسلام.”
وقال متحدث إن تصريحات نتنياهو ليست ردا مباشرا على بيان عباس لكنه ذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان على علم بما قاله الرئيس الفلسطيني.
وقال عباس خلال اجتماع مع الحاخام الأمريكي مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقي “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث.”
وأضاف أن الشعب الفلسطيني “هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم.”
وأدان عباس المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية ورفض مزاعم أطلقت بسبب كتاب ألفه عام 1983 بأنه ينفي حدوثها.
وتوصلت حماس وفتح في السنوات الأخيرة إلى اتفاقات مصالحة مماثلة لم تنفذ في آخر الأمر. وقالت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني اليوم إن إسرائيل قررت أن تنتظر لترى “ما يحدث في الجانب الفلسطيني.”
وأضافت قبل اجتماع الحكومة “القرار الإسرائيلي هو الانتظار حتى نرى ماذا يحدث في الجانب الفلسطيني. نحتاج أن نفهم أن اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية لكن لا يمكننا مع ذلك التفاوض مع حماس بصفتها منظمة إرهابية ليست مستعدة لقبول شروط اللجنة الرباعية. وبالتالي نحتاج لإيجاد حل ومخرج من هذا الوضع المعقد لذلك فإننا نعلق هذه العملية مؤقتا. لكنني أعتقد مع ذلك أنهم ما داموا هنا ونحن هنا فإننا نحتاج إلى إيجاد حل وللمضي قدما في النهاية.”
ولم تظهر المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية تقدما يذكر منذ بدأت في يوليو تموز وسعت الولايات المتحدة جاهدة في الأسابيع القليلة الماضية لتمديد المفاوضات لما بعد الموعد النهائي الأصلي الخاص بالتوصل لاتفاق سلام والذي ينقضي في 29 أبريل نيسان.