وصف رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، في تصريحات ملفتة، إسرائيل بأنها “فيلا يجب حمايتها من الحيوانات المفترسة ببناء مزيد من الجدران”. وقال نتنياهو في جولة ميدانية على الحدود مع الأردن، مع القيادة العسكرية، إن حكومته تعمل على خطة طويلة الأمد، لإحاطة إسرائيل بالجدران من جميع الجهات، بهدف حمايتها من التهديدات المحدقة بها.
وتساءل متابعون إسرائيليون، تعجبوا من المصطلح الذي استعمله نتنياهو، “حيوانات مفترسة”، إن كان يقصد بحديثه “عناصر داعش”، مع العلم أن مسؤولين أمنيين عبّروا من قبل عن مخاوف من إمكانية دخول عناصر داعش إلى الأردن، ومن ثم إلى إسرائيل عبر الحدود الشرقية.
وكانت حكومة نتنياهو قد صادقت على بناء الجدار على امتداد الحدود مع الأردن منتصف العام الماضي. وأكد ديوان نتنياهو في البيان الذي أعلن عن المشروع أن الجدار سيقام على الأراضي الإسرائيلية لكي لا ينتهك السيادة الأردنية. وشدد البيان أن الأعمال تسير بالتنسيق الكامل مع الجانب الأردني.
وجاء في البيان أن أهمية الجدار أصبحت ملحة في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية بناء مطار دولي جديد في المكان.
وقد بادرت حكومة نتنياهو كذلك إلى بناء جدار على الحدود الجنوبية لمكافحة ظاهرة تسلل الأفارقة إلى إسرائيل، وجدار ثالث في هضبة الجولان بعد اشتعال الأوضاع في سوريا لصد دخول اللاجئين إلى إسرائيل.
ورغم إعجاب نتنياهو بفكرة إحاطة إسرائيل بجدران كاستراتيجية أمنية، إلا أنه لم يكن الأول المبادر لها. فقد تداولت الحكومات الإسرائيلية المتتالية منذ تسعينيات القرن الماضي، فكرة بناء جدار فاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لصد العمليات الانتحارية التي كان الفلسطينيون يشنوها في قلب المدن الإسرائيلية.
وواجهت هذه الفكرة انتقادات واسعة من يمين الخارطة السياسية الإسرائيلية ويسارها. ومن ادعاءات اليمين الإسرائيلي ضدها أنها ليست وسيلة ناجعة لمحاربة “الإرهاب”، وأيضا أن الجدران ستقسم، عمليا، أرض إسرائيل.
لكن مع استمرار العمليات الانتحارية، اقتنع رئيس الحكومة في السابق، أريئيل شارون، بأهمية بناء جدار يفصل بين المناطق الإسرائيلية والمناطق الفلسطينية. واليوم، ينسب مسؤولون أمنيون الانخفاض في عدد الهجمات الفلسطينية في العمق الإسرائيلي إلى الجدار.