قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنّ عملية إحباط سفينة السلاح الإيرانية في عرض البحر منعت تغييرًا كبيرًا واستراتيجيًا في توازن القوى بين إسرائيل وبين التنظيمات الإسلامية في قطاع غزة. “حاولت إيران تهريب الأسلحة في عملية متطوّرة جدًّا. من خلال سفينة سلاح تحمل صواريخ فتّاكة إلى بور سودان ومن هناك يتم نقلها عن طريق وادي النيل، وعن طريق سيناء إلى التنظيمات الإرهابية في غزة، من أجل أن تمطر هذه النيران على رؤوسنا”، هذا ما قاله نتنياهو للقناة العاشرة الإسرائيلية.
وقد واجه نتنياهو في المقابلة الانتقادات التي تم طرحها في اليومين الماضيين بخصوص توقيت الإعلان عن العملية الذي لا يرجع لأسباب عسكرية وإنما لأسباب الدعاية، ويهدف إلى إحراج إيران. وستصل سفينة السلاح غدًا إلى ميناء إيلات الإسرائيلي. وحسب أقوال نتنياهو، ففور وصول السفينة سيتم الكشف عن تفاصيل أخرى حول الأسلحة التي كانت على متنها والتي تثبت نيّة إيران في تسليح التنظيمات الإرهابية في غزة.
واتضح أمس بأنّ إسرائيل والولايات المتحدة قدّمتا تفاصيل مختلفة بخصوص المشاركة الأمريكية في العملية. ففي حين أنّ إسرائيل عرضت ذلك كمبادرة حصرية لإسرائيل، ادّعت الولايات المتحدة مرارًا أنّها قدّمت مساعدة استخباراتية مكّنت من نجاح العملية. تزعم إسرائيل أنها أعلمت الأمريكيين عن شحنة السلاح والعملية المرتقبة، ولكنّها لم تتلقّ مساعدتهم.
وقد سُئل نتنياهو في المقابلة عدّة أسئلة متعلّقة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويبدو أنّ نتنياهو يخصّص أهمية ثانوية للموضوع مقابل الموضوع الإيراني، والذي سعى للتركيز عليه في كلّ فرصة. وحين سُئل رئيس الحكومة هل سيكون هناك تجميد آخر للبناء في المستوطنات من أجل تمكين تمديد المفاوضات لأكثر من الإطار الزمني المتفق عليه، أجاب نتنياهو: “لقد مررنا بتجميد واحد حتى الآن ورأينا بأنّ ذلك لم يعط نتائج. جمّدنا لعشرة شهور. هل حقّق ذلك شيئًا؟ لم يتحقّق من ذلك شيء”.
وهذه هي المقابلة الأولى التي يقدّمها نتنياهو للإعلام الإسرائيلي بعد سنة وشهرين، وهي مدة من 441 يومًا لم يظهر فيها في مقابلات، سوى لوسائل إعلامية أجنبية فقط. وقد تم اتهام نتنياهو في إسرائيل بتجاهل الجمهور الذي اختاره، وقارنوا صمته بزعماء غربيين آخرين مثل باراك أوباما وأنجيلا ميركل، والذين يكثرون من المقابلات والإجابة عن أسئلة صعبة. وقد كتبت المدوّنة السياسية تال شنايدير والتي كانت على رأس حملة حساب أيام صمت نتنياهو أن الهدف الآن هو أن يعقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًّا حرًّا، يجيب من خلاله على أسئلة الصحفيين، كما هو الحال في الدول الغربية.