يظهر من المُعطيات الأخيرة التي نُشرت البارحة (الثلاثاء)، والتي تطرق إلى العام 2014، أن الوسط اليهودي والعربي يسيران في مسارين متعاكسين في السنوات الأخيرة. بلغ تعداد سكان القدس في عام 2014 ما معدله 849،800 نسمة، من بينهم 315،900 (37%) عرب. ويشهد الوسط العربي تراجعًا بنسبة الولادات – معدل الولادة 3. 3 أطفال للمرأة العربية. بينما طرأت زيادة في عدد الولادات، فيما يخص النساء اليهوديات، ومعدل الولادات الآن لكل امرأة يهودية هو 4.3 أطفال لكل امرأة. ووصلت نسبة الولادات العامة في القدس إلى 3.9 أطفال لكل امرأة، وهي نسبة عالية جدًا مقارنة بنسبة الولادات العامة في إسرائيل، 3.1.
وفي المقابل، فإن نسبة التكاثر الطبيعية أيضًا (التي تُقاس وفق عدد الولادات ناقص عدد حالات الوفاة بين كل 1000 شخص) تتغير. زادت، عام 2014، نسبة التكاثر الطبيعي في الوسط اليهودي، التي كانت قبل عامين 23.1، ووصلت إلى نسبة 23.7، بينما تراجعت في الوسط العربي من 23.7، عام 2012، إلى 23.4 عام 2014.
على ضوء ذلك، قد تتفاجؤون من المُعطى التالي: نسبة الزيادة السكانية في الوسط العربي في القدس، من بين مُجمل الأوساط في القدس، هي 2.7% بينما نسبة الزيادة السكانية في الوسط اليهودي، هي 2.2%. والسبب في أن الوسط اليهودي في المدينة لم ينمُ بنسبة تتلاءم ونسبة الولادات الكبيرة التي سبق وذكرناها، هو الهجرة السلبية لليهود من المدينة. فمنذ عام 1991 وحتى عام 2012 ترك القدس أكثر من 368،300 نسمة ودخلها 223،800 نسمة فقط. والسبب الأساسي لتلك الهجرة وفق الأبحاث العديدة والمُختلفة، هو ضائقة السكن وأسعار السكن الآخذة بالارتفاع تدريجيًا.