تشن السلطات الفرنسية حربًا شعواء ضد النساء المُسلِمَات اللواتي يرتدين البوركيني، في المقابل، ينزلن إلى البحر بحرية في شواطئ إسرائيل وهن يرتدين هذه الملابس بل أكثر من ذلك من المتوقع أن تنضم امرأة مُسلمة مُحجبة، عاملة اجتماعية، إلى صفوف الشرطة الإسرائيلية. وقد لاحظت هذه الظاهرة صحيفة ال-“نيويورك تايمز” التي كتبت عنها وعن الصعوبات التي تعيشها أوروبا أثناء حتواء أبناء المجتمع المُسلم فيها.
نُشير إلى أن تلك العاملة الاجتماعية ليست المُسلمة الوحيدة التي يُتوقع أن تلتحق قريبًا بصفوف الشرطة الإسرائيلية. ويتضح أنه منذ أن أنشِئَت مُديرية تحسين خدمات الشرطة في الوسط العربي، قبل بضعة أشهر، طرأت زيادة حادة على نسبة المُسلمين المعنيين بالالتحاق بسلك الشرطة.
وقام، في هذا الإطار، وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، والمفتش العام للشرطة، روني الشيخ، بترقية جمال حكروش لرتبة لواء، وبهذا أصبح حكروش أول لواء شرطة مُسلم – ومن ثم عُيّن قائد المديرية. تأملُ الشرطة بتجنيد مئات العرب كل عام للانضمام إليها لأسباب عديدة منها محاربة العنف المُستشري في المُجتمع العربي. هناك في إسرائيل 70 محطة شرطة، يعمل سبع منها فقط في البلدات العربية. وعد الوزير أردان على العمل لإضافة 12 مركز شرطة جديد.
وحظي ذلك التجنيد بتغطية كبيرة من صحيفة “نيويورك تايمز”، التي خصصت أول صفحاتها للمقالة التي تتناول هذا الموضوع، ونُشرت في المقالة صورة المرأة المُسلمة، المُرشّحة للالتحاق بسلك الشرطة، وهي تعتمر حجابا. تُشير مُعطيات الشرطة إلى أن 60% من جرائم القتل في إسرائيل تحدث في الوسط العربي، وأن 40% من الحوادث يحدث في أوساط المواطنين العرب.
وشككت القيادات العربية في البداية بنجاح عملية التجنيد المذكورة آنفا مُعرِبة عن أن الكثيرين من العرب المُسلمين يرون أن الشرطة جهة عدائية، وذلك بسبب التمييز، وفقًا أقوالهم، ضد العرب.
وفي الحقيقة، عدد الرجال والنساء العرب الذين يخدمون في الشرطة اليوم قليل جدًا، فهم يشكّلون 2% فقط من مجموع الـ 28,663 شرطي في سلك الشرطة. خدم في سلك الشرطة في عام 2015 ما مُعدله 431 مُسلما فقط، وكانت نسبتهم في الشرطة أقل بـ 12 مرة من إجمالي نسبتهم في المُجتمع.
غير أن مُعطيات جديدة، تتعلق بالشرطة، وصلت إلى صحيفة يديعوت أحرونوت نجحت في الكشف عن أن توقّعات قيادات المُجتمع العربي قد أخطأت: ارتفع عدد مقدمي السيرة الذاتية من المُسلمين للشرطة، للعمل في إطارها، في عام 2016 بنسبة عالية جدًا بلغت 290% مقارنة بالعام الماضي، ووصل عدد المُسلمين الذين طلبوا الانضمام إلى الشرطة حتى شهر آب إلى 1420.
وتعزو الشرطة الإسرائيلية هذا الاهتمام والدافعية أيضًا إلى إقامة المُديرية، وكذلك إلى تعيين حكروش قائدًا لها، وإلى الزيادة التي طرأت على راتب رجال الشرطة الأولي. كان الراتب الأولي للشرطي في عام 2015 نحو 1975 دولارا، ولكن هذا العام ارتفع ووصل إلى 2175 دولارا، وفي آذار 2017 يُتوقع أن يصل إلى 2375 دولارًا شهريًا.