كشف الموقع الإخباري الأمريكي BuzzFeed اسم الدولة التي أجرت تبادل الرسائل الشهير مؤخرًا بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما. وجاء في الموقع: “نقل سلطان عُمان بيده رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الشهر الماضي، مدشّنًا الخطوة الأولى في ما يمكن أن يكون اختراقًا دبلوماسيًّا في البرنامج النووي الإيراني”.
وجاء في التقرير أنّ مصادر مسؤولة في البيت الأبيض طلبت من السلطان العُماني، قابوس بن سعيد، أن ينقل للرئيس الإيراني هذه الرسالة في زيارته المخطّط لها إلى إيران قبل نحو شهر.
وقال مسؤول عُماني رأى الرسالة أنها “رسالة تهنئة إلى إيران … مع تذكير صارم أنّ العالم لن يسمح بإيران نووية”. وقال المسؤول: “كنا نعرف بهذه الخطوة المهمة، وكنا سعداء بالمشاركة في الخروج من هذا الطريق المسدود الذي كنا عالقين فيه جميعًا لسنوات عديدة. وهنّأ البيت الأبيض على “انتهاز الفرصة” والاستفادة من زيارة قابوس إلى طهران.
وأثار تبادل الرسائل بين الرئيسَين أوباما وروحاني توقعات باتجاه الزعيمَين إلى محادثات مباشرة. وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها رئيس أمريكي بزعيم إيراني في كانون الأول 1977، حين التقى الرئيس جيمي كارتر بالشاه محمد رضا بهلوي.
واضطر البيت الأبيض إلى نشر نفي رسمي للتقارير التي تحدثت عن أنّ الرئيس أوباما سيلتقي بروحاني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعدا عُمان، ذكر الوقع دولًا أخرى مستعدة للتوسّط بين إيران والولايات المتحدة في شأن البرنامج النووي الإيراني، بينها: تركيا، المعنية بالحفاظ على مكانتها كقوة إقليمية وجسر بين الشرق والغرب، اليابان، التي تحافظ بحماس على علاقات دبلوماسية سليمة مع طهران بسبب تعلقّها بالنفط الإيراني، وحتى أذربيجان.
وكما هو معلوم، فإنّ أذربيجان تقع شمال إيران، وتُعتبَر الدولة الوحيدة التي لا يُلزَم مواطنوها بتأشيرة دخول إلى إيران. ووُضعت العلاقات الأذرية – الإيرانية على المحك في السنوات الأخيرة مع توطيد حكومة أذربيجان علاقاتها بإسرائيل. فعام 2011، افتتح معهد طيران دفاعي إسرائيلي مصنعًا لطائرات عسكرية في أذربيجان، وفي العام التالي باعت المصانع الجوية الإسرائيلية أذربيجان أسلحة بقيمة 1.6 مليون دولار. بالمقابل، تزوّد أذربيجان إسرائيل بـ 40% من استهلاكها للنفط، وهي شريكة في العقد المربح للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي على سواحل إسرائيل.
أمّا أخيرًا، وربما الأكثر أهمية، فهم الروس. فبعد استعادتهم مؤخرًا لأهميتهم على المسرح العالمي بأخذ القيادة في عقد صفقة حول الأسلحة الكيميائية السورية، يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت روسيا تعمل على صفقة مماثلة مع إيران.
في هذه الأثناء، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أمس الأول (الثلاثاء) إنّ بلاده تفضّل حلّا دبلوماسيا للخلاف مع الغرب حول البرنامج النووي، وأشار إلى أنه مستعد لدعم الاتصالات الدولية التي يقودها الرئيس الجديد حسن روحاني.
وفي خطاب ألقاه أمام قادة في الحرس الثوري، كرّر خامنئي الموقف الرسمي لبلاده بأنها لا تطوّر أسلحة نوويّة. “نحن لا نؤمن بالسلاح النووي، ليس من أجل الولايات المتحدة أو دول أخرى، بل من أجل معتقداتنا”، قال خامنئي. وأضاف: “عندما نقول إنّ أية دولة لا تحتاج إلى حيازة سلاح نووي، فمن الواضح أننا لا نريد حيازته”.
وادّعى المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، تسفي هرئيل، في تعقيبه على حدوث دفء في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران أنّ “موعد النقاشات بين إيران ومجموعة 5 + 1 لم يحدّد، وكذلك لا تزال لائحة ممثلي إيران في المفاوضات خاضعة للنقاش، ولكنّ القرار المبدئي بإلقاء مسؤولية إدارة المفاوضات على وزارة الخارجية الإيرانية تؤكّد أنّ روحاني سيكون المسؤول الأول عن المحادثات. وأكثر من ذلك، تشهد حرية الحركة التي يمنحها خامنئي لروحاني على تنسيق وتفاهم بينهما حول الطريقة التي يجب فيها التصرف لإنقاذ إيران من أزمتها الاقتصادية العميقة”.