ستحلّ ميلانيا قريبًا محلّ ميشيل أوباما كسيّدة أولى، وستتذكر دون شكّ لقاء الصدفة الذي جمعها عام 1998 في حفلة بنيويورك بالرئيس القادم للولايات المتحدة، زوجها الحالي دونالد ترامب.
بدأت ميلانيا مشوارها كعارضة أزياء في السابعة عشرها من عمرها في ليوبليانا، عاصمة بلادها سلوفينيا. وعلى الأرجح، لم تتخيّل أن تأخذها مهنتها إلى عاصمتَي الموضة، ميلانو ونيويورك. في الولايات المتحدة، التقت بزوجها المستقبلي دونالد بمحض الصدفة في حفلة عام 1998.
ورغم أنها ليست قصّة فتاة انتقلت من الفقر إلى الغنى، فإنّ نمط حياتها
الآن، في الخامسة والأربعين من عمرها، كزوجة ثالثة للرئيس الأمريكي، بعيد كلّ البعد عن ذاك الذي ميّز حياتها في سلوفينيا، الجمهورية الصغيرة في يوغوسلافيا السابقة حيث يعيش فيها نحو مليونَي إنسان.
يروي سكّان البلدة الصغيرة، التي نشأت فيها ميلانيا، أنّ والدها عمل في بيع قطع السيّارات، وأمّها في مصنع لملابس الأطفال. في كثيرٍ من الأحيان، رأوها تخيط حتى ساعة متأخرة من الليل. ووفق بعض التقارير الإعلامية، كان أبوها عضوًا في الحزب الشيوعي، الحزب الحاكم حينذاك، مثَله مثَل عديدين في يوغوسلافيا الاشتراكية. بالتباين، نقل طاقم حملة دونالد ترامب إلى وكالة رويترز معلومات مختلفة حول طفولة ميلانيا وحياتها المهنية. فقد ادّعوا أنّها بدأت تعرض الأزياء في الخامسة من عمرها، وأنّ أمها كانت مصمّمة أزياء، فيما عمل والدها مُديرًا لشركة سيّارات.
ومنذ أعلن زوجها قراره الترشّح للرئاسة، التزمت ميلانيا ترامب بالابتعاد عن الأضواء ولم تظهر معه سوى مرّات قليلة، منها حين ألقت خطابًا محرجًا على الأمة الأمريكية اقتبست فيه أقوالًا سابقة لميشيل أوباما. قلّما ظهرت ميلانيا في اجتماعات زوجها، لكنه لم ينسَ ذكرها كلّ مرّة تقريبًا.
تتذكّر صديقات طفولة ميلانيا أنها كانت تلميذة متفوّقة مولعة بالفنون، الجغرافيا، والتاريخ. “لقد أحبّت القراءة. وكانت دائمًا تحمل كتبًا. أذكر أيضًا أنّه كان لديها سلّم مثبّت بالجدار للتدريب في البيت، وكانت تتدرب بشكلٍ دائم للحفاظ على أناقتها”، روت إحدى صديقاتها للإعلام الأمريكي.
عام 2006، ولدت ميلانيا ابنهما المشترك بارون (Baron)، الابن الوحيد للزوجَين من أصل خمسة أبناء لترامب.
إيفانكا – ابنة ترامب اليهودية
من الشخصيات الهامّة الأخرى في صعود دونالد ترامب إلى العظَمة، ابنته إيفانكا.
ياعيل كوشنير هو الاسم الحاليّ للمرأة القويّة في إمبراطورية دونالد ترامب. تُعرَف في الولايات المتحدة باسم إيفانكا (35 عامًا)، وهي البنت الكبرى لدونالد، نائب رئيس منظمة ترامب، والشخص الوحيد الذي يُصغي إليه دونالد ترامب. لكنها تبنّت أيضًا اسم ياعيل، بعد أن تهودت قبل سبع سنوات، متّبعة قواعد الأكل (الكشروت) الحلال اليهودية، وممتنعةً عن السفر أو استخدام الهاتف يوم السبت.
تُدير إيفانكا، عارضة أزياء ونجمة برامج واقع سابقة، مشاريع قيمتها مئات ملايين الدولارات ضمن إمبراطورية العقارات العائلية.
فكيف أصبحت لدونالد ترامب، ابن رجل عقارات من أصل ألماني وأم اسكتلندية، بنت يهودية؟ ليس ذلك مرتبطًا إطلاقًا بِدين أمها، إيفانا، عارضة الأزياء والرياضية التشيكية التي كانت أول زوجات ترامب. فقد قرّرت إيفانكا عام 2009 أن تتهوّد لعقد قرانها على حبيبها، رجل الأعمال اليهودي جاريد كوشنير (35 عامًا)، المنتمي إلى عائلة ثرية ومرموقة تُعتبَر الأهمّ في الجالية اليهودية في نيويورك. وقد أنجب الزوجان ثلاثة أولاد حتى الآن.
وُلدت إيفانكا في مانهاتن عام 1981. وُلد لأبيها وأمها ابنان آخران، دونالد جونيور (38 عامًا) الأكبر منها، وإريك (32 عامًا). تعمل إيفانكا اليوم نائبًا لرئيس التطوير العقاري والشراء في شركة العقارات العائلية، The Trump Organization، وتتولى مسؤولية الفنادق والتطوير المهني، إلى جانب أمور أخرى.
قيمة الأعمال العائلية، غير المُصرَّح علنًا عنها، تتراوح وفق التقديرات بين خمسة وعشرة مليارات دولار.
لا شكّ أنّ إيفانكا وصلت إلى ما هي عليه الآن بفضل الروابط العائلية، لكنّ لديها أيضًا مواهب لا يُستهان بها. فعام 2004، أنهت إيفانكا بتفوّق دراسة الاقتصاد في جامعة بنسلفانيا. بعد ذلك، عملت في شركة العقارات Forest City Enterprises، قبل أن تنتقل إلى شركة Dynamic Diamond Corp للتجارة بالماس. طوّرت هناك سلسلة الحُليّ الأولى الخاصة بها، التي وُلدت منها شركة بملكيتها: “مجموعة إيفانكا ترامب”. بدأت الشركة ببيع حُليّ للنساء، لكنّها توسّعت لتُصبح ماركة موضة في جميع المجالات: الأحذية، حقائب اليد، العطور، الملابس، والنظارات.
لا ريب في أنّ هاتَين السيدتَين، اللتَين دعمتا دونالد ترامب طيلة مشواره، ستكسبان أهمية متزايدة من الآن فصاعدًا أثناء تولّي دونالد ترامب المنصب الأهمّ في الولايات المتحدة، رئيس البيت الأبيض وقائد الشعب الأمريكي والعالَم الحُرّ.