تأتي زيارة ناريندرا مودي إلى إسرائيل في بداية السنة الرابعة من رئاسته، وبعد سلسلة من زيارات أجرتها بعثات تضمنت مسؤولين كبار من الهند إلى إسرائيل، وفي ظل صفقات أمنية هائلة تم التوقيع عليها بين إسرائيل والهند في الآونة الأخيرة، بمبلغ مليارات الدولارات. سيكرس مودي زيارته الأولى إلى إسرائيل وهي في الواقع الزيارة الأولى التي يجريها رئيس حكومة الهند أثناء شغل منصبه بشكل خاصل لتعزيز التعاون المدني بين البلدين. من المتوقع أن يوقع مودي على سبع اتفاقيات أثناء زيارته في الأيام القريبة من أجل التعاون مع إسرائيل في مجال المياه، الزراعة، الفضاء، البحث، والتطوير.
في الواقع ترتكز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والهند على تصدير الوسائل الأمنية، ولكن إسرائيل تعمل جاهدة على دفع سكان الهند قدما. فهي تقيم مراكز مميزة لإرشاد المزارعين في أنحاء الهند، والنتائج تتحدث عن نفسها. تعرض إسرائيل طرق ري عصرية، ويشارك المبادرون الإسرائيليون في مجالات مختلفة من التكنولوجيا المتفوقة في منطقة وادي السيليكون في الهند. لذا ليس صدفة يعتقد مودي أن إسرائيل تشكل فرصا تجارية ومدنية كبيرة وناجعة للهند. كتب أمس في صفحته على الفيس بوك: “أنتظر بفارغ الصبر هذه الزيارة غير المسبوقة، حيث ستجمع بين البلدين وشعبيهما”.
بعد أن يهبط مودي في إسرائيل في ساعات الظهر، وبعد عقد مراسم رسمية استقبالا له، كما تم استقبال ترامب، سيسافر لزيارة إحدى شركات الأزهار الرائدة في إسرائيل، ويختار فيها مروحية رباعية إسرائيلية من المتوقع أن تحسن بشكل ملحوظ استهلاك المياه الزراعية.
سيزور متحف “ياد فاشيم” الإسرائيلي أيضًا، وسيلتقي رئيس الحكومة نتنياهو، رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، ورئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ. سيجري لقاءات أيضا مع إسرائيليّين من خلفيات مختلفة، من بينهم إسرائيليّون من أصل هندي، وجزء آخر هم مبادرون، خبيرون بمجال الهايتك والشركات الناشئة في إسرائيل.
إن ماضي العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والهند قصير نسبيًّا. فقبل 25 عاما، في عام 1992، أقام البلدين علاقات دبلوماسيّة كاملة. ولكن كانت العلاقات بين الهند وإسرائيل مثيرة للجدل قبل ذلك. كانت الهند من بين الدول غير الإسلامية القليلة التي عارضت إسرائيل وعارضت إقامتها أثناء تصويت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 1947، ولكن بعد عامين من ذلك اعترفت بها.
هناك ماض من التوتر بين رئيس حكومة الهند ناريندرا مودي، رجل الأعمال سابقا، هندي عمره 66 عاما، وبين الأقليّة الإسلامية في الهند، التي يصل تعدادها إلى نحو %14 من إجمالي سكان الهند الذين تعدادهم 1.3 مليار. لقد تحدث على مرّ السنين بشكل مثير للجدل فيما يتعلق بالمسلمين. منذ أن بدأ مودي يشغل منصبه، كثرت حالات مهاجمة المسلمين على خلفية تناول لحم البقر، الذي يعتبر مقدسا في الديانة الهندية، رغم أنه شجب حالات العنف هذه.