رجال كبار في النظام المصري لن ينسوا ولن يغفروا. أكّد ما لا يقلّ عن أربعة مسؤولين كبار، في مقابلة مع وكالة الأنباء رويترز، عن مخطّط التخلّص من حكومة حماس في غزة.
مصر تتحلى بالصبر: الحديث عن مخطط قد يستغرق سنوات، ويشمل تعاونًا مع قيادة حركة فتح ودعمًا لفعاليات الاحتجاج ضدّ حماس في قطاع غزة، من أجل الإضرار بمصداقية قيادتها.
“غزة هي القادمة في القائمة”، هذا ما قاله أحد الكبار المصريين. “نحن لا نستطيع التخلّص من إرهاب الإخوان المسلمين في مصر دون أن نقضي عليه في غزة”. وكما هو معلوم، فإنّ مصر تتهم حماس والإخوان المسلمين بدعم عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة ممن ينشطون في سيناء في الأشهر الأخيرة. أجاب أحد المسؤولين المصريين، حين سُئل لماذا لا تعمل المخابرات المصرية ضد الحركة من الآن؟ قائلا: “سيأتي دورها”.
“نحن نعلم أنّ حماس هي الإخوان المسلمون وأن الإخوان المسلمين هم إرهابيون، ولا تستطيع أي دولة أن تتطوّر حين يكون في داخلها أو حولها إرهابيون”، هذا ما قاله مسؤول آخر، والذي جعل وزير الدفاع الإسرائيلي يبدو شاحب الصوت ومتردّدًا.
وقد يئست حماس من محاولات إصلاح العلاقات مع مصر التي كانت ترعاها مؤخرًا وتوضّح أن لا شيء يمكن أن يفصلها عن جماعة الإخوان المسلمين.
بالمقابل فإن حركة فتح، مسرورة بالتطورات الأخيرة وتأمل كما أمِلت في الماضي، أن تقوم جهة أخرى بهذا العمل من أجلها. امتاز قادة حركة فتح في الماضي بالإدانة العلنية لإسرائيل حين كانت تعمل ضد الذراع العسكري لحماس في غزة، ولكنهم دعموا ذلك في محادثات داخلية، أما في فتح فلم يجرؤ أحد على إدانة مصر.
وعلى خلفية هذه الأمور فهناك شعور بأن الهدنة التامة بين إسرائيل وحماس هي شيء من الماضي. يتجدّد إطلاق الصواريخ باتّجاه إسرائيل، رغم أن الحديث يدور حاليًا حول إطلاق ضئيل (معدل صاروخ واحد في اليوم)، فإن هناك تطوّر مقلق. فالصواريخ لا تطلقها حماس، وإنما رجال المنظمات الصغيرة والمستقلة والتي لا تستطيع حماس، أو ليست مهتمّة، بإيقافها.
وإزاء هذه التهديدات الصريحة، والتي هي ليست صدفة بطبيعة الحال، يحاول المصريون نقل رسالة لكلا الحركتين اللتين هما في الواقع حركة واحدة: الإخوان المسلمون وحماس، على ضوء أخبار حول نية حماس في مساعدة الإخوان المسلمين لإعادة السلطة إلى أيديهم بالقوة. وفي الواقع، يقول السيسي ورجاله: ذا كنتم تحاولون الوصول إلى القاهرة، فسنحرص على أن تفقدوا غزة.