وقف اليوم منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي، اللواء يوآف “بولي” مردخاي، وكذلك الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية باللغة العربية، أوفير جندلمان، معًا، في مهمة أخرى من المهمّات المستحيلة التي لديهما: أن يوضحا الموقف الإسرائيلي للجمهور العربي، والفلسطيني على وجه الخُصوص.
في الوقت الذي يتواصل فيه الإسرائيليون والفلسطينيون مع بعضهم البعض بواسطة الحجارة، السكاكين، البنادق والزجاجات الحارقة – فإنّ طموحهما لعرض موقفهما في وسائل الإعلام العربية هو صعب التحقيق جدّا.
في مؤتمر صحفي مشترك، عقده الاثنان في القدس، أمام مندوبي وسائل الإعلام العربية، أكّد “بولي” وجندلمان مرارا وتكرارا أنّ إسرائيل لا ترغب بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، وأن القيادة الفلسطينية مسؤولة عن الحملة التي كلّها أكاذيب وتحريض على العنف.
وقد جلس أفيحاي أدرعي، الذي هو ربما الناطق الأكثر شهرة من بين الناطقين الإسرائيليين الرسميين باللغة العربية، جانبا، وشاهد زميليْه وهما يتعاملان مع صحفيي “الجزيرة” وسائر وسائل الإعلام.
وأكد “بولي”: “الحرم الشريف هو معبد لله. ما كان هناك تغيير ومش راح يكون تغيير، ولكن هناك أكاذيب”. وأضاف: “ليس هناك تقسيم بالحرم الشريف، لا زمني ولا مكاني والطرف الوحيد الذي يسمح له أن يصلي بالحرم الشريف هو الإسلام، واليهود لا يصلون هناك”. وبدوره كرّر جندلمان هذا الكلام.
وأشار “بولي” إلى أنّ إسرائيل ستتخذ أشدّ الوسائل ضدّ منفّذي الإرهاب سواء كانوا عربا أو يهودا. وقال: “القيادة الإسرائيلية تندد وتستنكر العمليات الإرهابية اليهودية التي حصلت”، وأشار بشكل خاصّ إلى قتل الفتى محمد أبو خضير وقتل أسرة الدوابشة. وأضاف أنّ إسرائيل ستُحاكم وستسجن جميع منفّذي هذه العمليات.
وأكّد أنّه رغم أحداث العنف، فإنّ الضفة الغربية ليست تحت حصار، وإنّ حركة عشرات آلاف العمال والتجار داخل الضفة وإلى داخل إسرائيل لم تنقطع وإنما مستمرة كالعادة.
وأكّد أوفير جندلمان، من جانبه، ما عرّفه بأنّه تحريض القيادة الفلسطينية على العنف، وعرَض بيانات تناقض الادعاءات التي تقول إنّ إسرائيل تُغيّر الوضع الراهن في الحرم الشريف، وأكّد بشكل خاص على قصة الطفل أحمد المناصرة الذي تم عرضه كشهيد، والذي تم إعدامه من قبل إسرائيل، رغم أن المناصرة لا يزال حيّا، وأصيب بعد أن حاول طعن إسرائيليين. وتحدّث جندلمان مجددا عن دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخاص في نشر الأكاذيب.
وأضاف جندلمان أنّ هناك لمواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في نشر الأكاذيب، والصور التحريضية التي تشجع الفلسطينيين على مهاجمة اليهود.
وقال “بولي” إنّه أيضًا عندما يكون هناك إثبات أنّ فتى فلسطينيا خرج لطعن اليهود، بل وأشار إلى عزمه في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تنفيذ العملية التي تنتهي عندما تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بقتل مرتكب عملية الطعن، فتدّعي جهات فلسطينية أنّ منفذ العملية قد “أُعدم بدم بارد”.
ولم يأتِ الصحفيون العرب الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي ليسهّلوا على “بولي” وغندلمان. لقد كان صحفيو الجزيرة، و “سكاي نيوز” وصحيفة “القدس” وآخرين من خلال أسئلتهم متصلّبين وعدائيين، وواجهوا الرجلين بادعاءاتهم. وقد قادت نجوان سمري من الجزيرة الخطّ المتشكّك ضدّ المتحدّثَيْن الإسرائيليَيْن، وسألت: لماذا تقتل القوى الأمنية الإسرائيلية الفلسطينيين الذين يحاولون طعنهم، ولا تكتفي باعتقالهم؟. وأشار محمد أبو خضير، من صحيفة “القدس” إلى المتحدّثَين أنّ وصف “الوضع الراهن” في الأقصى من قبل الإسرائيليين يختلف تماما عن وصفه من قبل الأردنيين.
وعندما بدا أنّ الصحفيين يطيلون بأسئلتهم، تدخّل رئيس مكتب الصحافة الحكومي وقال لهم: “هل تطرحون سؤالا أم تصرّحون تصريحًا”؟