تنشر المجلة الأمريكية “Foreign Policy” اليوم معلومات مأخوذة من كمبيوتر كان يخص أحد مقاتلي الدولة الإسلامية – وتعطي نظرة على طريقة التفكير والعمل اللتين ينتهجهما ذلك التنظيم الجهادي الذي يزرع الرعب مؤخرًا في منطقة الشرق الأوسط.
يحتوي الكمبيوتر، الذي وُجد في مخبأ للدولة الإسلامية في سوريا، على توجيهات لتصنيع وسائل قتالية تستند على تعليمات لإعداد فيروس الجدري، وآلاف ملفات التوجيه الأخرى المتعلقة بجعل المنضمين الجدد أكثر تطرفًا وتحويلهم إلى جهاديين.
كان الكمبيوتر، الذي هو صناعة شركة “ديل” الأمريكية، بحوزة “محمد س.” (24 عامًا)، طالب تونسي في قسم الكيمياء والفيزياء والذي التحق بتنظيم الدولة الإسلامية. وُجد في الكمبيوتر أيضًا عدد من الخطابات الخاصة بقادة الجهاد، نصوص فيها روح النازيين الجدد، وكتب إرشادية خاصة تابعة لجيش الولايات المتحدة – عددها 51. هناك بين تلك الملفات أيضًا ملفات إرشادية تتعلق بكيفية تنفيذ عمليات إرهابية. تُشير تلك الملفات إلى أن ذلك الشاب كان معجبًا بالمغنية الكندية سيلين ديون، ويحب وصفات لإعداد الكعك والحلويات.
إلا أنه، بعد أن صار محمد ملتزمًا بأهداف الجهاد، تخلى عن هواياته الموسيقية القديمة وركز اهتمامه تحديدًا في الوسائل القتالية الخاصة بالتسميم. أظهر فيديو مدته 21 دقيقة، كان على الكمبيوتر، عضو الحزب النازي الأمريكي سابقًا، كورت ساكسون، وهو يشرح كيف يمكن الحصول على جرعات من سم الريتسين القاتل.
ومن بين القادة الجهاديين حول العالم الذين وُجدت خطاباتهم على الكمبيوتر كان: أسامة بن لادن، قائد القاعدة السابق، وقائد القاعدة الحالي، أيمن الظواهري.
كان يتضمن الكمبيوتر 146 غيغابايت من المواد و 35،347 ملفًا وتقريبًا جُمعت كلها ما بين 2009 وأيار 2013. غالبية الملفات تم تحميلها من الإنترنت وتتضمن تعليمات عملية وعقائد خاصة بمسألة الجهاد. القليل من الملفات هي من إعداد محمد. وتتضمن الملفات التي أعدها هو نسخًا من امتحاناته في قسم الكيمياء في الجامعة التونسية التي درس فيها وصورًا له ولعائلته في حفل زفاف واحدة من قريبات العائلة، وغيرها.
كان صاحب الكمبيوتر يطمح، وفق “فورين بوليسي”، لأمر واحد أساسي وهو التدمير. وصل محمد أخيرًا، إضافة إلى هذا، إلى منشورين جهاديين باللغة الإنكليزية، الأول هو “مرشد الجهاديين لصناعة المتفجرات” و”مرشد الجهاديين للمواد السامة”. يظهر في بداية المنشور الأول إهداء الكاتب، عبد العزيز، هذا الكتاب للمجاهدين في أفغانستان، “الذين أشعلوا شعلة الجهاد في قلب كل مسلم حقيقي في العالم”. يحذر عبد العزيز القراء بأن يتخذوا وسائل الحذر عندما يقومون بصناعة تلك السموم القاتلة.
توجد على الكمبيوتر أيضًا صور محمد من عامي 2009 – 2010 وهو يرتدي ملابس غربية، دون لحية، وهو يلعب كرة القدم أو يقضي الوقت مع أصدقائه. يبدو أن التغيير الكبير حدث عام 2011 ولا شك أن عائلته والحكومة التونسية تدركان ذلك التحوّل الراديكالي الذي أصابه وأنه أصبح عبارة عن خطر متفاقم.