توفّي البارحة السياسيّ المحنّك بنيامين (فؤاد) بن إليعازر عن عمر ناهز الـ 80 عاما. أشاد بذِكره العديدُ من السياسيّين على نحو خاصّ. إذ مدحه الرئيس الإسرائيليّ رؤوفين ريفلين قائلا “كان فؤاد شخصا داعما للكثير من الحقوق الإنسانيّة، وقد كرّس جُلّ سنواته في الدفاع عن الدولة. وعلى ضوء رحيله فإننا نُمجِّد محبّته لأرض إسرائيل”.
على نقيض ذلك، فقد فاجأ السياسيُّ يوسي بيلين، شريكُ فؤاد السابق في الحزب، الجميعَ حينما استُدعيَ لأحدِ الاستوديوهات الإعلامية كي يروي بعضَ ذكرياته من عمله المَشترك مع بن إليعازر، ولكن بدلَ أن يمدحَ الراحلَ بذكريات عطِرة، فقد شارك القُرّاءَ بذِكرِ نقاط ضعفِ فؤاد كرجل سياسيّ وحكى عن معارضته لترشيحه رئيسا.
أخبرَ بيلين المذيعَ المذهول قائلا “لستُ أنوي الانضمامَ إلى موكبِ مادحيه، فلم آتي إلى الاستوديو لهذا الغرض. أنا أراه على أنهّ كان سياسيّا عُدوانيّا، جشعًا، والذي لم يجدر به أن يكون المُرشّح للرئاسة من حزبنا (حزب العمل) وبالتأكيد ليس المُرشّح لرئاسة الملفّات الأمنية”
حاولَ مُقدّمُ الأخبار عدَّ مناقب بن إليعازر ومساهماته للحزب أمام بيلين، لكن بيلين أصرّ على الاستمرار بذمّه فقد أردف قائلا “لقد كان سياسيّا من هذا النوع الذي يُنفّر الناس من السياسة. آملُ أنّ حياته قبل السياسة كانت أكثر نفعًا”.
أما وسائل الإعلام الإسرائيليّة فقد كان مصدومة من كلام بيلين. في حين أنّه معروفٌ بأنّ براءة بن إليعاز كانت مُحاطة بهالةٍ كبيرة من الشكّ، لكن لم يخطر في بال أحد أن يذكر هذه الأمور بعد مضيّ ساعات معدودة فقط على موته. تعرّض بيلين للكثير من الانتقادات إثرَ عدم اعتذاره على ما قال، فقد استمر بذِكر أمور مُماثلة في كلّ فرصة أعطيت له للظهور في أي بث. تعرّض بيلين أيضا لانتقاد لاذع عبرَ وسائل التواصل الاجتماعيّ، إذ ادُّعيَ أنّه كان يجب على الأقل الانتظارُ إلى أن “تبرد الجثة” قبل تسليط هذا الانتقاد الجارح.
يُمكن تفسيرُ اختيار بيلين الغريب هذا بالإسراع في تشويه سُمعة زميله في الحزب على أنّه انتقام مُتأخّر. فقبل 13 عاما، وقتَ الانتخابات التمهيديّة في حزب العمل، حاربَ بن إليعازر، الذي كان حينها في أوج قوتّه السياسيّة، خصمَه بيلين بكل ما أوتي من وسائل. فإلى جانب جهود بن إليعازر للترشّح للرئاسة، تحمّس أيضا لمنع بيلين في التقدّم والحصول على مرتبة مُعيّنة في قائمة المُرشّحين. ولقد نجح في ذلك، إذ كان سببا لاستقالة بيلين من الحزب. من ناحية بيلين، فإنّ أمس، يوم وفاة بن إليعازر، هو وقت الانتقام والأخذ بالثأر.